دائما I لـ رياض الصالح الحسين

أنا الهواء في رئتيك
والأزرار في قميصك
أينما كنتِ ستجدينني
براحتيَّ الدافئتين
وقامتي القصيرة
أنتظرك على الرصيف
أنتظرك في العمل
أنتظرك فوق السرير
واثقًا بأنك ستأتين
لأنني معك دائمًا
أخلط أيامك بالقُبل
ودمك بالأزهار
أنظر إليكِ من سمائي كإله
وأرفع يدي طالبًا مغفرتك
أنا صرخة الألم في حنجرتك
والأغنية الجميلة التي ترددين
أنظر إليك من البعيد
وأخاف أن ألمسك
وحينما أمسك يدك
لا أستطيع أن أبتعد عنكِ
حيوانك المدلل أنا
وهوايتك المفضلة
بلادك النائية
ومستقبلك القريب
بقدميّ الحافيتين وقلبي المرتجف
أركض معك في الدروب الوعرة
أنا الغبار من حولك
والعرق الذي يسيل من مسام جسدك
أينما نظرتِ سترينني
على الطاولة و الكرسي والمدفأة
في المكتبة والحمّام والباص
في الحقول والمصانع ومظاهرات الطلبة
أنمو كالأعشاب في شرفتك المشمسة
وأتدلى من سقف غرفتك كالمصباح
بأصابعي العشرة أحتوي وجهك
وبأصابعي العشرة أدفع المتاعب عنكِ
بأصابعي العشرة أعدّ لك القهوة
وبأصابعي العشرة أسندك
إذ توشكين على السقوط
أنا الوردة في شَعرك الأسود
والدبوس في عروة سترتك
عندما تنامين
أندس بين أحلامك ولا أنام
أضحك وأبكي وأتألم
وأحارب أعداءك القساة
وفي الصباح
أتدحرج مع الماء على وجهك
وأجفّفه بشفتي
أنا التفاحة التي قطفت
والأرض التي طردتِ إليها
أنا اللوحة التي تزينين بها
جدار حياتك الأسود
والدم الذي يسيل منكِ
حينما يطلقون عليك الرصاص
يناديك النهار فألتفت
تبردين فيرتعش جسدي
بعيني تشاهدين الطيور
وبصوتك أطالب بالحرية
أما عندما تموتين
من الجوع أو الحب
فسأحاول ألاّ أموت معك
ذلك أن الموتى
بحاجة لمن يذكرهم
ولن يفعل ذلك أحد سواي

إرسال تعليق

0 تعليقات