إنها تقترب لـ رياض الصالح الحسين

هي ذي تقترب كسفينة محمَّلة بالجثث
الساعة ذات الرقَّاص الرتيب تؤكِّد على ذلك
النهار ذو الشمس المنهكة يوكِّد على ذلك
والبيوت المتراصَّة كعيدان كبريت في علبة صغيرة
تؤكِّد على ذلك
وأنا أؤكِّدُ لكم
أنَّها تقترب كسمكة قرش مريعة
إنَّها تقترب كقنبلة معطوبة
ومعها يقترب كل شيء من كل شيء
اللحم من السكِّين
المدافن من الجثث
والنار من زجاجة بنزين سريعة الاشتعال
إنَّها تقترب
إنَّها تقترب
ساعة الذهاب إلى الموت باطمئنان
وحزن شديد
حيث يبحث الجائع في القمامة عن الأغاني
والعصفور عن السماء الزرقاء في الغرف المقفلة
والثائر عن الحصان تحت الوسادة
إنَّها تقترب وأنا لست وحيدًا
إنَّها تقترب وأنا أحاول أن أبدو أقلّ حزنًا
إنَّها تقترب وأنا أقذف قطعة السكَّر في فمي
وأذهب إلى المدرسة في القرى الموحلة
أطارد الدجاج في الطريق
وأتعلَّم كيف أقبِّل الفتيات الصغيرات
وأسرق لهنَّ التوت من الأشجار الواطئة.

إرسال تعليق

0 تعليقات