جف ورد الجميل في اللحد
بعد إيناعه على الخدِّ
ونمت بالحيا الغصون ولم
ينضر الدمع ذابل القد
ليس كالموت فارق أبدًا
بين هزل الحياة والجد
هان لو كان يفتدى بطل
بروح من دونه أو النقد
عدل الموت بيننا فبه
يتساوى المليك بالعبد
كل هذا الورى وحقكمُ
رهن جزر الزمان والمد
إنما الكون كالرياض وما
فيه من عالمين كالورد
كلما أينعت أزاهره
قطفتها المنون عن عمد
ومن الورد ما تصوحه
عاجلًا كالوليد في المهد
سترت عن حجاك حكمته
كاستتار الضرام في الزند
كل شيء به له سبب
وربما الماء بالفتى يودي
والأماني كمورد عذب
كيفما كان ورده يصدي
بل ويارب وارد شره
ذاق كأس الحمام في الورد
هي دنياك أنت تعشقها
وهي مجبولة على الصد
ليس يجدي بلوغ غايتها
إنما الزهد والتقى يجدي
لم يدم كوكب النحوس بها
لا ولا دام طالع السعد
ألفتها النفوس مرغمة
موطنًا للشقاء والقد
هي كالآل إن صفت لفتى
أو بروق ومضن عن بعد
فإن افتر ثغره عبست
ونفته لساحة الوجد
بجفون يكاد يفقدها
بين ذرف الدموع والسهد
تلك أحوالها وظاهرها
ما خلا أمره من النقد
لا تسل عندها الصفاء فكم
سؤلنا قابلته بالرد
هو كأس الحياة نجرعه
مزج الصاب فيه بالشهد
كم جميل تسبيك وجنته
صار في الرمس شمها يردي
كم فتى معجب بصحته
سار قبل العليل للحد
سار طوعًا لأمر خالقه
لا قضاءً بدائه المعدي
وشؤون الأنام مذ خلقوا
بين أخذ القضاء والرد
فارفقي يا خطوب واتئدي
رحمة بالورى أو اشتدي
حسبنا والمنون تصرعنا
أن هذا الوجود للفقد
0 تعليقات