مشاهد يومية لـ رياض الصالح الحسين

1- المكتب
كلّ صباح
حينما أفتح باب غرفتك بهدوء كاذب
محاولًا إخفاء ارتجاف أصابعي وشراييني
كلّ صباح
حينما أراكِ تعبثين بالبطاقات البيضاء
بالصحف والمجلات
بالزمن والقهوة
كلّ صباح
أتمنى
حينما أدخل غرفتك بهدوء كاذب
أن أكون قلمًا أو ممحاة
صحيفة أو فنجان قهوة
بين أصابعك التي تعبث بالأشياء
كما يعبث عازف مبتدئ بمفاتيح البيانو.

2- الطريق
في الطريق حينما أكون معك
في الخريف الذي طال
حيث تشتعل الشمس وتنطفئ
بطريقة غريبة
بطريقة أخّاذة
في الطريق، في الطريق
حيث تسقط ورقة شجر صفراء
فوق شَعرك الأسود المشتعل
أقول لك: اقتربي
لقد وقع طائر أصفر فوق رأسك
وها هو ينقر حبوب العدس
طائر أصفر صغير يغني
فوق أغصان شَعرك العزيز
شَعرك الذي كقطيع من الماعز
يرعى في برية القلب

3- البيت
حذاؤك في الزاوية
ثوبك فوق الكرسي
وفوق المنضدة دبابيس شَعرك
خاتمك الذهبي
وحقيبتك السوداء
وأنت معي
عارية وخائفة
ممّ تخافين..؟
من قنبلة تسقط فوق زهرة!
من زهرة تحت عجلات قطار!
عارية وترتجفين
ممّ ترتجفين؟
من بركان يتفجر!
من رغبة تئن!
عارية وتلتصقين بي
سأترك النافذة مفتوحة
انظري.. انظري
ها هي السماء الزرقاء
وها هي قطة بيضاء ورمادية
تتنزه فوق حافة الجدار المقابل للنافذة
وها نحن
نقتسم رغيف الحب
نأكل من صحن واحد
بملعقة واحدة
وكل ما نملكه وما لا نملكه
سنقتسمه أيضًا
تمامًا
كرفيقين في رحلة طويلة.

إرسال تعليق

0 تعليقات