ليالي النوى علمتني النحيبا
وزاد الجوى نار وجدي لهيبا
أناديك عثمان والقلب مضنى
وما كان عهدي أن لا تجيبا
بلى قد رمتك عوادي الليالي
وهيهات رميتها أن تخيبا
فجاء الطبيب ويا ليت شعري
أينج الطبيب اذا ما أصيبا
وعادك فاستشعر اليأس لما
رأيناه يمشي الينا كئيبا
فبتنا وقد أرق الخطب عينا
ودب الأسى بالقلوب الدبيبا
جثوًا لديك ولما يئسنا
أقمنا على كل عضو رقيبا
براك السقام فأمسيتَ مضنى
وقد كنت بالأمس غصنا رطيبا
فنمت وأسلمت لله روحا
طهورا الى ربه قد أنيبا
وأمسيت محتجبا عن عيون
أسالت لفقدك دمعا سكيبا
فيا راحلا شيعته القلوب
وكادت لنكبته أن تذوبا
لقد كنت فينا تقيا وفيا
وكنت هماما وشهما أديبا
على العهد ما دمت حيا واني
أرى العيش بعدك لي لن يطيبا
وان كنت قد غبت عن مقلتي
فإنك عن خاطري لن تغيبا
تبين الليالي لنا عن شؤون
تحير في فهمهن اللبيبا
صروف تمر بنا صامتات
وقد فقدن في وعظهن الخطيبا
0 تعليقات