إِنَّ التَّحَايَا تَمْضِي بِهَا اَلْأَعْمَارُ
فِيّهَا عَطّفُ الصِغَارُ عَلَی الكِبَارِ
لِنُفْشِي فِي ذَاتِ البَينِ السَلاَمُ
كَدَأبِ السُنّةِ نسَيرُ إِلی الإقبَارِ
يَا صَاحُ أطْلِقْ الصَفِيرَ لِلّتَأفُفِ
فَبَعْضِ الأُفِ تُصْبِحُ كَصَفِيرِ الإِنْذَارِ
لاَ تَصْمُد إلاَّ بِنَصِيبِ مَنْ قَدّ يَصْمُدْ
وَإِعْلَمْ أنَّ كَامِلَ الصَلاَبَةُ لِلحِجَارِ
تَهَيّأ لِلحَيَاةِ عَلَی مَرَاكِبِ النَّجَاةِ
قَبْلَ أنْ تَمُوتَ فِي أعَالِي البِحَارِ
جَرّبْ حَشْوُ الرَّأسَ بِالفَلسَفَاتِ
تَجِدْ أنَّ العُقُولَ أقْوَی مِنَ الإجْبَارِ
إِصْنَعْ لِنَفْسِكَ مِنَ النَفِيسِ نَفّْسًا
فَالتَوَاضُعُ أثْمَنُ مِنَ الإِسْتِكْبَارِ
يُجَارَا الهَمُّ بِالصَبّرِ عَلَيّهِ فَجَارِي
وَحَذَارِي حَتَّی لاَ تُكَبُّ فِي النَّارِ
عَلَی مَهدِ الحَقِيقَةِ يُربَّی العَدّلُ
وَيَتَحَزّبُ بينَ الشِمالِ وَاليَسَارِ
إِسْأَلْ بِأَيّ الذُنُوبِ صِرتَ المُجَندَلُ
مَقْتُولًا بالتَقْلِيدِ وَالإنْبهَارِ
اسْأَلْ عَنكَ أعْرَابِيٌّ بَاعَ الخُشُونَة
وَاشْتَرَی مِنْ النُعُومَةِ وَمِنَ الحِوَارِ
هَذِهِ رَوعَةَ الحَيَاةُ تُطَوَّرُ ذَوقُهَا
يَوَمَ تَحَوّلَ الصَعَالِيكُ إلی ثُوّارٍ
لَيتَ القَولُ يَسْتَمِرُ مِنَ القَنَاعَةِ
فَيَقْضِي الإِقْبَالُ عَلَی الإِدْبَارِ
إنَّ مَا يُوضَعُ فِي أرّحِلَةِ السِنِينِ
خَيرَ مَا يَسْتَخْدِمُ المَرأ فِي الإعْمَارِ
يَصْهَلُ الجَوَادُ فَرَحًا بِحَمْلِ الفَارِسِ
رُغّمَ أنَّ سَعَادَتَهُ فِي عَيشِ البَرَارِي
سَيَّسُوا السّيفُ فَاحْتَارَ كيفَ يَقْاتِلُ
بِالمُبَارَزَةِ يُحَارِبُ أو بالانْتِحَارِ
تَسَبَبُوا فِي إجْهَاضِ حُرُوفِ السِبَاب
فَلَمْ يَتَسَنَی لَنَا سَبُّ مُلَطخٌ بِالعَارِ
هَيهَات أنَّ تَبنِي عَلی بَحْرِ الفُجَّارِ
أو تَقُولُ الشِعرَ عَلی بَحْرِالنَّارِ
إبْنِي عَلی وَتَدٍ لاَ تَهُزّهُ الرّيحُ
وَهَل هَزّت الرِيحُ أيُّ مَنَ الأقْدَارِ
بِيَدِكَ أنّ تَرَی أنَّ اللَّه قَدّ وَهَبَك
وَلَيسَ الشِعرُ نَفطًا يُعَبأ مِنَ الأَبَارِ
0 تعليقات