مضى الأحباب يا عيني فجودي
بدمع هامل فوق الخُدودِ
وحُزني قد تمادى في ازدياد
فهل يا صبر قلبي من مَزيد
وأمسى النوم عن عيني شرودًا
فهل عونًا على ردّ الشرود
توانى حُزن قلبي إذ تولّى
زمان قد تقضّى في سُعود
زمان كان شملي في اجتماع
بمَن أهوى على رغم الحسود
هُمُ بالأمس في الأوطان كانوا
فصاروا اليوم في جوف اللحود
فحلّوا في الثرى للدّود أكلًا
وغابوا فيه عن خلّ وَدُود
لقد سكروا بكأس الموت حتى
رأوا من سكرهم عدم الوجود
لبُعدهم صفاء العيش أضحى
يُكدّره التفكّر في الورود
وهذا الأمر قد عمّ البرايا
من الأحرار طُرًا والعبيد
وليس لنا سوى التسليم حتمًا
لأمر اللَه ذي البطش الشديد
0 تعليقات