إذا صار قلب العبد للسر معدنا لـ جمال الدين الصرصري

إذا صار قلب العبد للسر معدنا
تلوح على أعطافه بهجة السنا

وإن فاته المعنى علته كثافة
وأصبح في أفعاله متلونا

وعدت بأمر ليس عندي ريبة
ولا شك فيمن قاله متيقنا

وكنت أظن الأربعين مظنة
لوعدي فجازتني ولم أبلغ المنى

وأربت على الستين مدة عيشتي
كذلك لم أعرف لنفسي موطنا

فإن كان ما أرجو قد أصبح واقعًا
فكل الذي لاقيت أصبح هينا

وإلا فيا حزني وطول ندامتي
وحق لمثلي أن يهيم ويحزنا

وما عاقني إلا هوىً يحجب الفتى
عن الخطة المثلى ويورثه العنا

فإن كان يمحو العذر زلتي التي
حرمت بها الأمر الذي لي عينا

فها أنا منها تائب متنصل
إلى الله ذو السلطان والعز والغنى

وإني إليه خاضع متوجه
بأحمد أزكى شافع لفتىً جنى

محمد المختار من آل هاشم
نبيًا رسولًا للصواب مبينا

له الجاه والزلفى إذا قيل من لها
فقال مجيبًا دون كل الورى أنا

فينجي جميع الخلق من كرب موقف
به كل وجه للمهيمن قد عنا

وتنقذ من نار الجحيم عصاتنا
شفاعته ممن أسر وأعلنا

وفي هذه الدنيا فإن بجاهه
علينا لظلًا شاملًا طيب الجنى

وفي كل يوم اثنين يعرض كسبنا
عليه وفي يوم الخميس مدونا

فما كان من خير فيحمد ربه
وما كان من سوء فيسأله لنا

فيا خير مبعوث إلى خير أمةً
به أصبحت في الخلق شامخة إلينا

أجرني فما لي غيرك اليوم ناصر
على كيد غاو شره قد تبينا

طليعته نفسي وسلطان جيشه
على هوىً يلقى اللبيب مفتنا

فخذ بيدي يا أمنع الناس معقلا
وأعظمهم جاهًا وأقوى تمكنا

ولا تدعني نهبة لجنوده
وكن لي بحسن الحفظ منه محصنا

فأنت عمادي في حياتي وعدتي
لموتي وذخري في المعاد إذا دنا

سقى جدثًا رحبًا حللت بجوه
فأصبح للإحسان والحسن معدنا

غمائم قرب تكسب الروح الرضا
فينبت روض الأنس فيه فيجتني

إرسال تعليق

0 تعليقات