بكر العاذلون في وضح الصبح لـ عدي بن زيد العبادي

بَكَرَ العاذِلُونَ في وَضَحِ الصُّب
حِ يَقُولُونَ لي أَلاَ تَستَفيقُ

ويَلُومُونَ فيك يَا أبنَةَ عَبد ال
لَّه والقَلبُ عندَكُم مَوهُوقُ

لَستُ أَدري وقَد بَدَأتُم بِصُرمي
أَعَدُوُّ يَلُومُني أَم صَديِقُ

أَطيَبُ الطِّيبِ طِيبُ أُمِّ عَليٍّ
مِسكُ فَأرٍ وعَنبرٍ مَفتُوٌ

خَلطَتهُ بآخَرٍ وبِبَانٍ
فَهوَ أَحَوى عَلَى اليَدَينِ شَرِيقُ

زانَها وارِدُ الغَدائرِ جَثلٌ
وأَسِيلٌ عَلَى الَجبِينِ عَبيقُ

وَثنايا كَالأُفُحوانِ عِذابٌ
لا قِصارٌ كُسرٌ ولا هُنَّ رُوقُ

مُشرقاتٌ تَخَالُهُنَّ إذا مَا
حانَ مِن غائرِ النُّجُومِ خُفُوقُ

باكَرتَهُنَّ قَرقَفٌ كَدَمِ الَجو
فِ تُرِيكَ القَذَى كُمَيتٌ رَحِيقُ

صانَها التَّاجِرُ اليَهُودِيُّ حَولَي
نِ فأَذكى مِن نَشرِها التَّعتيقُ

ثُمَّ فُضَّ الخِتَامُ عَن حاجِبِ الدَّ
نِّ وحانَت مِنَ اليَهُودِيِّ سُوقُ

فاستَباها أَشَمُّ خِرقٌ كَرِيمٌ
أَريحِيُّ غَمَندَرٌ غِرنيقُ

ثُمَّ نادُوا على الصَّبُوحِ فجاءَت
قَينَةٌ في يَمينِها إبرِيقُ

قَدَّمتُه على سُلافٍ كَعَينِ الدِّ
يكِ صَفَّى سُلافَها الرَّاوُواقُ

مُزَّةً قبلَ مَزجِها فإِذا ما
مُزِجَت لذَّ طَعمُها مَن يَذُوقُ

وطَفَا فَوقَها فَقاقِيعُ كَال
ياقُوتِ حُمرٌ يَزينُها التَّصفيقُ

قَتَلتهُ بِسَيبِ أَبيَضَ صافٍ
طَيِّبٍ زانَ مَزجهُ التَّصفيقُ

فَوقَ عَلياءَ ما يُرامُ ذُراها
يَلغَبُ النَّسرُ فَوقَها والأَنُوقُ

ثُمَّ كانَ المِزاجَ ماءَ سَحابٍ
لا صِرً آجِنٌ ولا مَطروقُ

كانَ في مسِحِها يَكنُفُها الصَّخ
رُ إذا فيهِ أَنيقُ

أَسَفلٌ حُفَّ بالعِضاهِ وأَعلا
هُ صَفَا يُلغِبُ الوُعُولَ دَلُوقُ

مَسقَطُ الظِّلِّ مَن تَكنَّفَهُ الحِق
فُ وَتنفي قَذاهُ ريحٌ خَريقُ

إرسال تعليق

0 تعليقات