لي بين سلع والعقيق عهود لـ جمال الدين الصرصري

لي بين سلع والعقيق عهود
يبلى الزمان وذكرهن جديد

أيام أرفل في جلابيب الصبا
وعلي من خلع الوصال برود

في مربع رحب الجوانب للرضا
والروح فيه طائرا غريد

حرم به روض المعاني ناضر
لذوي القلوب وظله ممدود

كل الليالي للمحب بجوه
ليل التمام وكل يوم عيد

إن امرءا يمسي ويصبح عاكفا
بجنابه العطر الثرى لسعيد

لولاه لم يعذب بخرق مسامعي
ذكر العذيب ولم ترقه زرود

تدنيه بالآمال أحلام الكرى
مني وإن مزاره لبعيد

وأظل بالأشواق أطوي نحوه
ما ليس تقطعه الركاب القود

واها لأوقات صفت فكأنها
في جيد أيام الزمان عقود

سلفت لنا بين القبب فهل لها
كزماننا الماضي علي معيد

شوقي إلى من حلها شوق إذا
نقص الوداد على البعاد يزيد

إن مت من شغفي بها وصبابتي
فقتيل أسياف الغرام شهيد

كيف اللقاء ودون من أحببته
وعر الحجاز ومن تهامة بيد

سقيا لربع نازح دان حوى
شرفا على الآباد ليس يبيد

أقمار أفلاك المال منيرة
بسمائه ونجومهن سعود

برباه روض المجد ليس مصوحا
لمن اغتدى للمكرمات يرود

غيث المواهب والندى يهيم على
أفنان غض نباته ويجود

جمعت له بمحمد غرر النهى
وبه استقر النصر والتأييد

طود الفضائل فيه رأس راسخ ال
أركان والشم الرعان تميد

فيه الجلالة والمهابة والهدى
والبر والتقوى وفيه الجود

وعليه ألوية السنا معقودة
حتى يلوح لواؤه المعقود

وحياض ينته هني وردها
حتى يهيا حوضه المورود

نعم الرسول بنروه الشرك انجلى
عنا وصح لنا به التوحيد

هو شاهد متوكل ولوصفه
بين الكرام أولى النهى مشهود

يا خير من وخد العذافر نحوه
وسعت إليه من الفجاج وفود

يا من به أضحت قبائل هاشم
لأسود أبطال الرجال تسود

لا زلت مخصوصا بكل تحية
منا عليها للقبول شهود

يأتي بها ملك كريم مبلغ
ما لا يطيق له البلاغ بريد

إرسال تعليق

0 تعليقات