قبلةٌ من ثغركِ البا
سمِ دنيا وحياةُ
تلتقي الروحانِ فيها
والمُنَى والصَّبواتُ
لُغَةٌ وُحِّدَتِ الألـ
ـسنُ فيها واللغاتُ
نبعُها القلبُ ومجرا
ها الشفاهُ النضراتُ
***
لُغَةٌ قرَّ شتيتُ الـ
ـشملِ فيها وتواءَمْ
وبها الأعينُ في غيـ
ـر حديثٍ تتفاهمْ
مَنْ تُرى علَّمها بالـ
أمسِ حواءَ وآدمْ؟
لمْ تَزُلْ جِدَّتُها وهـ
ـيَ حديثٌ يتقادمْ
***
قبلة من ثغركِ البا
سمِ رفَّتْ شفتاهُ
من رحيقٍ لم يُحرِّمـ
ـه على الناسِ الإلهُ
كلما أُتْرِعَ منه الـ
ـقلبُ ضجَّتْ رئتاهُ
مستزيدًا وهوَ إن علَّ
به زادَ صداهْ
***
قبلةٌ من ثغركِ البا
سمِ تمحو كلَّ ما بي
وتواريني عن النا
سِ وعن دنيا العذابِ
وُتُنسِّي القلب ما جُرِّ
عَ من سمٍّ وصابِ
قبلةٌ تمزجُ أنفا
سَك بالقلبِ المُذابِ
***
رُبَّ ليلٍ مرَّ أفنيـ
ـناهُ ضمًّا وعناقَا
وأدرنا من حديثِ الـ
ـحبِّ خمرًا نَتَساقَى
في طريق ضَرَبَ الزَّهـ
ـرُ حواليه نطاقَا
وتجلَّى البدرُ فيه،
وصفا الجوُّ وراقا
***
ولزمنا الصمتَ إلَّا
نظراتٍ تتكلَّمْ
وشفاهًا عن جراحِ الـ
ـقلب راحتْ تتبسمْ
صِحْتِ بي رعبًا وما را
عكِ قلبٌ يتحطَّمْ
نبأتني النفسُ بالبيـ
ـنِ غدًا، والنفسُ تُلهمْ
***
ثم كان الغدُ ما نُبـ
ـِئتِ هجرًا وفراقَا
ونسينا قبلةً لَذَّ
تْ على الأمسِ مذاقَا
غيرَ أنَّاتٍ صحا القلـ
ـبُ عليها وأفاقا
فالتقينا وافترقنا،
وكأنْ لَمْ نتلاقا!!
0 تعليقات