قبلة من ثغرك الباسم (قبلة) لـ علي محمود طه

قبلةٌ من ثغركِ البا
سمِ دنيا وحياةُ

تلتقي الروحانِ فيها
والمُنَى والصَّبواتُ

لُغَةٌ وُحِّدَتِ الألـ
ـسنُ فيها واللغاتُ

نبعُها القلبُ ومجرا
ها الشفاهُ النضراتُ

***
لُغَةٌ قرَّ شتيتُ الـ
ـشملِ فيها وتواءَمْ

وبها الأعينُ في غيـ
ـر حديثٍ تتفاهمْ

مَنْ تُرى علَّمها بالـ
أمسِ حواءَ وآدمْ؟

لمْ تَزُلْ جِدَّتُها وهـ
ـيَ حديثٌ يتقادمْ

***
قبلة من ثغركِ البا
سمِ رفَّتْ شفتاهُ

من رحيقٍ لم يُحرِّمـ
ـه على الناسِ الإلهُ

كلما أُتْرِعَ منه الـ
ـقلبُ ضجَّتْ رئتاهُ

مستزيدًا وهوَ إن علَّ
به زادَ صداهْ

***
قبلةٌ من ثغركِ البا
سمِ تمحو كلَّ ما بي

وتواريني عن النا
سِ وعن دنيا العذابِ

وُتُنسِّي القلب ما جُرِّ
عَ من سمٍّ وصابِ

قبلةٌ تمزجُ أنفا
سَك بالقلبِ المُذابِ

***
رُبَّ ليلٍ مرَّ أفنيـ
ـناهُ ضمًّا وعناقَا

وأدرنا من حديثِ الـ
ـحبِّ خمرًا نَتَساقَى

في طريق ضَرَبَ الزَّهـ
ـرُ حواليه نطاقَا

وتجلَّى البدرُ فيه،
وصفا الجوُّ وراقا

***
ولزمنا الصمتَ إلَّا
نظراتٍ تتكلَّمْ

وشفاهًا عن جراحِ الـ
ـقلب راحتْ تتبسمْ

صِحْتِ بي رعبًا وما را
عكِ قلبٌ يتحطَّمْ

نبأتني النفسُ بالبيـ
ـنِ غدًا، والنفسُ تُلهمْ

***
ثم كان الغدُ ما نُبـ
ـِئتِ هجرًا وفراقَا

ونسينا قبلةً لَذَّ
تْ على الأمسِ مذاقَا

غيرَ أنَّاتٍ صحا القلـ
ـبُ عليها وأفاقا

فالتقينا وافترقنا،
وكأنْ لَمْ نتلاقا!!

إرسال تعليق

0 تعليقات