فيما بعد لـ رياض الصالح الحسين

فيما بعد
بعد عشرين سنة أو برتقالة أو سيجارة
أجدها هنا
أجد حبيبتي التي من قطن وجسور ومساكن
تفتِّش عن قطرة المطر المتكسِّرة
بين أسنان الرمال
فيما بعد
بعد عشرين خنجرًا أو صديقًا أو رحلة
أجدها هنا
أجد الأصابع العشرة النائمة في سريري
والعينين المغلقتين كطفل مصاب بالكآبة
فيما بعد
أفتح الباب وأدخل كالهواء
أفتح الأرض وأدخل كالقمر
فأجدها هنا
تعدُّ ببطء السنوات التي قضيناها بتبادل النار
وقراءة الأنباء المؤلَّفة في الجرائد
وأجدها هنا
شرفة تطلّ على البشر بحنان
وإعلانًا يقرؤه المارَّة دون أن يتأسَّفوا
على العمر الذي اختفى ببلادة
وأجدها هنا تقول لي:
افتح رئتيك على الأعشاب
ودماغك المليء بالكدمات على الأرصفة
فيما بعد. فيما بعد. فيما بعد
ثمَّة طفل، حجر، حصان، إمرأة أو عربة
تضع بين يديك البلاد
وتدعوك إلى النزهة
بدون أن تسألك:
هل ثمن حذائك ليرة
أم ليدك اليسرى ستَّة أصابع!.

إرسال تعليق

0 تعليقات