إلى الربيع أرى الأهواء تلويني لـ ابن سودون المصري

إلى الربيع أرى الأهواء تلويني
لما بدا زهره في حُسن تلوين

وماس في ذهبيّ الزّهر ذا صلف
بين الرياض غُصينين اللّباسين

كأنه وهو بالكتّان مختلط
يهود بين نصارى في شعانين

وعطّر الأرض نشر الفول حين سرت
نسيمه سحرًا منه لتُحييني

كأن زهرته أمّ الخلول إذا
فلقتها فوق نعناع بصحنون

وكاد يشبه تاج القمح بامية
لولا شعور كأعراف البراذين

وأشبهت زهرة الكركيش نرجسة
أو ما تقرطم من زهرات نسرين

وانظر إلى زهر البرسيم كيف حكى
أبيض التوت في أطراف مرسين

كأنه اُكَرٌ من لؤلؤ نظمت
على زمرد أغصان ملاييهن

وحبّذا قصب الخشخاش حاملة
بديع زهر تبدّى في تلاوين

تحكي منافح زجاج يضوع بها
مصبغات حِقاق أو قنانين

والأرض حين زهت وازّينت طفقت
بكل زوج بهيج الحسن تُغريني

وانظر إلى الماء وسط البحر كيف غدا
يسعى بلا قدم سبحًا على الطين

مُسلسلًا قد جرى يا صاح مُنطلقًا
فاعجب لمَن جمع الضدين في حين

ترى الغصون عليه ذاك مُنحنيًا
وذاك من جنّة ناداه حنّيني

توحّل الناس في خدّيه حين بدا
نبات عارضه بالحُسن يسبيني

وقد بكى فجرت كالسيل أعينه
إذ حشّش الخدّ من نبت الرياحين

لأنه صائر شوكًا يقول لمن
يجني أزاهره بين الافانين

يا جاني الزهر إن لاحت ملاحته
لا تتركني لشوك فيّ واجنيني

طارت عليه أوازير العراق وقد
تصفصفت شبه مشكال البنانين

تقول هذي لهذا وهي طائرة
قاق وصلنا لهذا البحر قاقين

وكم قناة حداها الأرض لو نطقت
قالت لها يا قناة الماء قنيني

إذا تكاسل مَن يُقبي قناطرها
نادته يا وَد خرا بالحبل قبيني

رح لأذبحنك بح قلت لها
الماء ما فيه شيء ووّا فنحّيني

إرسال تعليق

0 تعليقات