تطلعَت البُدور من الغُصون
فأسفَرَ ذاك عن وجدي المصون
ومن سُود اللواحظ خلتُ بيضًا
تصول على الفؤاد من الجفون
ورُمتُ تستّرًا في ليل شعر
فعاجَلَني الصباح من الجبين
عيوني قد رضمَت بالنار قلبي
وقلبي قد رمى بالما عيوني
فذا من تلك جُنّ وتلك منذا
وقد دار التسلسل في جفوني
ولما أن وشى خوّان دمعي
كتمت الوجد في قلبي الأمين
فوجدي في فؤادي في السويدا
كمينٌ في كمين في كمين
أبا مَن أطلقوني في هواهم
وتيهًا عن سواهم قيّدوني
ويا من أوجدني بعض وجدي
به كل التصبّر أعدموني
ويا مَن حلّلُوا تحريم هجري
ومن حِلّ التواصل أحرموني
لكم وهب الهوى رقّي وأنتم
به أولى البرايا فاقبلوني
عدوُني إن نأيتم بالتداني
وفي تسويف وعدكم دعوني
لقد أفنى الهوى جَلَدي وأبقى
جوى كبدي وأضناني شجوني
ولم يُبق التنائي لي بقيتم
سوى رَمَق بتخييل الظنون
وما لي مَخلَصٌ إلا ملاذي
بجاه المصطفى طه الأمين
رسول اللَه خير الخلق مَن قد
حباه اللَه بالفتح المبين
لكَم بي جدّ وَجدي يا كرامًا
بنجد هل لكم أن تُنجدوني
جزمت برفع كسري حال نصبي
بدا فقري لكم كي تُسعدوني
بكم قمر له قد حنّ جذع
فكيف إليه لا يقوى حنيني
كريم لا يُضام له نزيل
شديدُ البطش ذو عطف ولين
به علّقت آمالي وأرجو
يقينًا في مآلي أن يقيني
يُحرّكني إليه سُكون وجدي
ولا تعجب لتحريك السكون
فكم أبدى هوى لذوي التصابي
إذا هم مارسوه في فنون
صلاة اللَه ما لمعت بروق
عليه من السحابة كل حين
0 تعليقات