أأبصرت مني في المصانع قبة لـ لسان الدين بن الخطيب

أَأَبْصَرْتَ مِنِّي فِي الْمَصَانِعِ قُبَّةً
تَأَنَّقَ فِيَّ السَّعْدُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

فَتُتْلَى سُطُورُ الْكَتْبِ فَوْقِيَ دَائِمًا
وَتُعْرَضُ مِنْ تَحْتِي سُطُورُ الْكَتَائِبِ

وَفِي سَاحَتِي مَسْعىً لِطَالِبِ رَحْمَةٍ
وَمَأَمَنُ مُرْتَاعِ وَمَوْقِفُ تَائِبِ

فَقُلْ فِي إِنِّي لِلْمُؤَمِّلِ كَعْبَةٌ
وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَبْرِزْتُ فِي زِيِّ كَاعِبِ

أَنَا الْغَادَةُ الْحَسْنَاءُ يُغْنِي جَمَالُهَا
عَنِ الدُّرِّ مِنْ فَوْقِ الطُّلَى وَالتَّرَائِبِ

وَمَا الْحْسْنُ إِلاَّ مَا يَكْونُ طَبيعَةً
بِلاَ جُهْدِ مُحْتَالٍ وَلاَ كَسْبِ كَاسِبِ

وَمِنْ آيِتِي أَنَّي عَلَى حَالِ عِزَّتِي
قَعَدْتُ بِبَابِ الْمُلْكِ مَقْعَدَ حَاجِبِ

أَدُلُّ عَلَى مَا حَازَهُ مِنْ جَلاَلِةٍ
وَكَمْ شَاهِدٍ أَبْدَي مَحَاسِنَ غَائِبِ

فَدَامَ جَمِيعَ الشَّمْلِ فِي ظِلِّ نِعْمَةٍ
مِنَ اللهِ مَشْمٌولًا بِحُسْنِ الْعَوَاقِبِ

إرسال تعليق

0 تعليقات