يقول ابن سودون وسودون علي
وحزني على الأحباب مُقيم
وجفني جفاه النوم والصبر قد مضى
ودمعي جرى فوق الخدود حميم
أيا موت كم فرّقت شمل حبايب
وكدّرت عيشًا قد صفا بنعيم
وكم من ديار أصبحت منك خليّة
وكم من مشيد قد تركت هديؤم
وكم ولد من والديه أخذته
وكم من وليد قد تركت يتيم
غدا منك شملي بالفراق مُشتتًا
وفرحي من الأحزان فرّ هزيم
أخذت أحبائي وخلّفت مهجتي
تُقاسي عذابًا للفراق أليم
وكل حزين حُزنه سوف ينعدم
وحزن فقيد الحب غير عديم
أيا عين جودي بالدموع وساعدي
على فَقد محبوب عليّ كريم
تربّى بعزّ في الدلال وفي الهنا
وعاد برغمي في التراب رميم
ترحّل من دار بها الأنس لم يزل
لوَحشَة لَحد بالتراب رديم
وأمسى وحيدًا لا يرى من يؤنسه
سوى مَيّت تحت التُّراب يقيم
فيا قلب كُن بالصبر عوني على الهوى
وسلّم لأمر اللَه تبق سليم
فما قدّر الرحمن لا بد كائن
وموت الفتى حكم عليه حتيم
أيا رب عاملنا بلطفك سيدي
فإنك بَرّ بالعباد رحيم
وصلّ على خير الأنام محمد
وسلّم سلامًا للقيام مقيم
0 تعليقات