يقول علي وهو ابن سودون دائم
سلام على أهل الغرام دوام
سلام مشوق قد رماه زمانه
من البين في الأحشاء برشق سهام
ومما جرى تجري مياه دموعه
ويُضرم أحشاءه اشتعال غرام
فناظره من ذا العنا وفؤاده
غريق انسجام أو حريق ضرام
إذا شام في خدّ تورّد شامه
من المسك يحكيها نقيط وشام
هيئت رياحين العذراء سياجه
لأصداغه دبّنت عليه هوام
ورام بليل الشعر يسرق نظرة
يمانعه صبح الجبين مرام
ويوهنه للقدّ طعن قناته
ويجرحه للطرف حدّ حسام
وترشفه ظُلمًا قسيّ حواجب
تحلل قتل الصبّ وهو حرام
وكادت تروح الروح منه سبيةً
ولكن حماه للنبيّ ذمام
نبيّ حمَاه لا يُضام نزيله
وحاشا الحمى فيه النزيل يُضام
كريم يلين الصخر تحت نعاله
وفي كفّه أبدى الجماد كلام
ومن إصبعيه الماء فاض زُلاله
وأشبع أقوامًا بكفّ طعام
وشُقّ له بدر السماء كرامة
ومن حرّ شمس قد وقته غمام
وكان على ظهر البراق مسيره
بعزّ وإكرام لكل مقام
يفوق بهاء الشمس في الصحو نوره
ويزري بنور البدر حال تمام
كُسي الكونُ أنوار الهُدى بظهوره
وكان كُسي بالشرك ثوبَ ظلام
وكوثره المورد في محشر الورى
هو المنهل العذب الكثير زحام
لطُرق الهدى داعي وعادي عن الردى
وللرسل حقًّا مبدأ وختام
وهذا مديح من ابن سودون للنبي
عليه صلاة دائمًا وسلام
0 تعليقات