بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي لـ المعتمد بن عباد

بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي
سَوارِحَ لا سِجنٌ يَعوقُ وَلا كبلُ

وَلَم تَكُ وَاللَهُ المعيذُ حسادَةً
وَلَكِن حَنينًا إِنّ شَكلي لَها شَكلُ

فاسرح فَلا شملي صَديعٌ ولا الحَشا
وَجيعٌ وَلا عَينايَ يُبكيهِما ثَكلُ

هَنيئًا لَها أَن لَم يُفَرِّق جَميعُها
ولا ذاقَ مِنها البُعدَ عَن أَهلِها أَهلُ

وَأَن لَم تَبِت مِثلي تَطيرُ قُلوبُها
إِذا اهتَزَّ بابُ السجنِ أَو صلصلَ القفلُ

وَما ذاكَ مِمّا يَعتَريني وَإِنَّما
وَصَفتُ الَّذي في جِبلَةِ الخَلق مِن قَبلُ

لِنَفسي إِلى لُقيا الحِمامِ تَشوُّفٌ
سِوايَ يُحِبُّ العَيشَ في ساقِهِ كَبلُ

أَلا عَصَمَ اللَهُ القَطا في فِراخِها
فَإِنَّ فِراخي خانَها الماءُ وَالظِلُّ

إرسال تعليق

0 تعليقات