المسلخ الدولي وباب الأبجدية لـ مظفر النواب

تعَلٌل فالهوى علَلُ
وصادَفَ إنٌهُ ثَمِلُ
وكادَ لطيب منبعه
يَشِف
ومانَعَ الخجَلُ
وأسرَفَ في الهوى ولها
فاسرَفَ شيبُهُ العجَلُ
وفيما كانَ في حلمٍ
تقاطَرَ حولهُ الحجل
وفاخَر صحبِهِ في رحلة الدنيا
وما وصَلوا
ولمٌا أيقظتهُ الريح
ضاقَت في الشُجى الحِيَلُ
فما يَبكي ولكِن
لو بَكى
يُرجى له أملُ
تفَرٌد صامتًا مُرًا
ومِنهُ يقطِرُ العسلُ
فما خلَلُ بها الدنيا
ولكِنْ كلٌها خلَلُ
ذِئابٌ كلٌما شَمَّت جريحًا
بينها أجل
أطالت من مخالبها
وصارَت فيهِ تقتَتِلُ
بمدأبةٍ كذلكَ
كيفَ دعوى
يسلَم الحمِلُ
وكيفَ يقالُ أنٌ الحكمَ
للأغماد ينتقِلُ
سفاهاتٌ .. وأسفَهها
ضميرُ تحتَهُ عجَلُ
يُفلسِفُ ثمٌ ينقِضُ
ثمٌ لا عقم
ولا حَبَلُ
مزالقُ في مزالِقٍ
يرتَشى فيها
وما زلَلُ
بمختَصَر العبارة
أنٌهُ عُهر تركَّبُ فوقهُ دَجلُ
طِباقٌ أو جِناسٌ .. أو مراحلُ
كلٌها حيَلُ
فإن لم تقدَحوا نارًا
فكيفَ يراكمُ الأملُ
فإن قَدَحت فكونوا لُبٌها
فستَظلٌ تشتَعِلُ
ففي لَيلٍ كهذا تكثر الضوضاء .. والجُمَلُ
ومهما نظَّروا هذا الحضيض
وتِلكُم العِلَلُ
قضيتنا وإن عجنوا .. وإن صَعَدوا .. وإن نَزلوا
لها شرح بسيط واحدٌ!! حقًا!
لِمَ الهَبَلُ؟
لماذا ألفُ تنظيرٍ
ويكثر حولها الجدَلُ
قَضِيٌتُنا لنا وَطَنُ
كما للناس في أوطانهم نُزُلُ
وأحبابُ .. وأنهارُ .. وأجداد
وكنا فيه أطفالًا وفتيانًا
وبعض صارَ يكتهِلُ
وهذا كُلٌ هذا الآنَ .. مغتصب .. ومحتلُ .. ومعتقلُ
قضيتنا سنرجع أو سنفنى .. مثلما نُفنى
ونقصف مثلما قصفوا .. ونقتل مثلما قتلوا
فإرهاب بعنف فوق ما الإرهاب ثوري
يمينا هكذا العمَلُ
أقول ويمنع الخجَلُ
بشج العين يكتحِلُ
وكيف عروسكم حصص
وحصتكم بها نغلُ
أعولتم على جمل بمكة
تسلمون ويسلم الجمَلُ
غفا جرح فأرٌقَه
بماذا قد غفا كهِلُ
وأنب قلبه
ما كان عشق فيه يكتمِلُ
وكاد لما تصبى وإلتقت في روحه السبلُ
تطيب بريقه القُبَلُ
وأطيبهن تَتٌصِلُ
ولكن في قرارته
هموم ما لها مُقَلُ
كما قطط ولائد في عماها
والعمى كلَلُ
تذكر أهله فطوى
فكابر دمعه الخضِلُ
وكاد يجوب لولا
تمسك الآمال والحِيلُ
وعاتب صامتًا
لو كان يحكي إنما المَلَلُ
فما أحبابه يومًا بأحباب
ولا سألوا
وما مسحوا له دمعًا
كما الأحباب
بل عزلوا
ونقل قلبه لكنهم كانوا
هم الأوَلُ
فلم يعدل بنخلة أهله الدنيا
فنخلة أهله الأزل
وماؤهم الذي يروي
وماء آخر بلَلُ
وحبره الذي نصف الهوى في قلبه
وحلُ
يخط عدوه من وطنه له شبرًا
فينتقِلُ
طباق .. أو جناس .. أو مراحل
كلها حِيَلُ
قضيتنا وان نفخوا الكلى وشرارهم جبَلُ
وصاغوا من قرارات
وان طحنوا .. وان نخلوا
لها درب مضيء واحد رب
فلا هبل .. ولا لاتٍ ... ولا عزٌى .. ولا لف
ولا جدل
قضيتنا لنا أرض قد أغتصبت
وكنا عزلًا لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا
ولا ما تصنع الأموال والحِيَلُ
وطالبنا فكان قرار تقسيم
وطالبنا فصرنا لاجئين وخيمةً جرباء تنتَقِلُ
كم اغتصبتْ عروسُ مِن مُخيٌمُنا
وكم جعنا .. عرينا .. كم خجلنا
ثم طالبنا فأصبح كل شبر مسلخا
أما الآن لا طلبا ولكن
تحكم السكين .. تختزل
لعنتهم أطبقوا الفكين إطباقا على لوز الملوك
وأرسلوا السكين تَختَجِلُ
يمينًا إنه درب إلى "حيفا" غدًا يصِلُ
تعافى جرحه من طهره وبدى سيندَمِلُ
ولكٌن نشأة فطرتهِ
حتى كاد يشتَعِلُ
فغص بدمعه مضضًا
وكابر حيث يحتَمِلُ
وعلل نفسه وتعلة
فيما انتهى محَلُ
فما شيء كعشق ينتهي
لا يرتجى أمَلُ
أعدله فينخذل .. وأخذله فيعتدل
تقَلٌب طبعه عن ثابت فيه
وينتقِلُ
فبعض عاشق يصحو
وبعض عاشق ثمل
وكاد لولا كاد
لا دبر ولا قبل
وأمسكه هوى لبلاده ما
بعده غزل
عراقي هواه وميزة فينا الهوى
خبَلُ
يربُّ العشق فينا في المهود
وتبدأ الرسُلُ
ورغم تشردي
لا يعتريني بنخلة خجَلُ
بلادي ما بها وسط
وأهلي ما بهم بخل
لقد أرضعت حب القدس
وأئتلقت منائرها بقلبي
قبل ان تبكي التي قد أرضعتني
وهي تحكي كيف ينتزع التراب الرب
من قبضات من رحلوا
وتغتصب الذوائب ثم تُرمى
فوق من قتلوا
وكيف مشت مجنزرة
على طفل .. وكيف مسيرها مهل
وكيف تداخلت شرفاتها بعموده الفقري في حقد ..
وصار اللحم في الشرفات ينتَقِلُ
فلم يسمع له صوت
وفي خديه ما زالت ظلال المهد
والقُبَلُ
وجاءت أمه تمشي بكفيها
على ما تترك الشرفات من لحم
تنزت حوله القبل
تعثر صوت أمي
واعترى كلماتها الشلل
وقالت لي قضيتنا .. وغصت بالدموع
فقلت يا أمي: قضيتنا الدمار
أو التراب الرب
لا وسط ولا نحلُ
قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفدًا
أرسلوا السكين وفدًا
إنها أمَلُ
سيسمع صوتها
وتشق دربًا للرجوع
وينتهي الخطَلُ
بذلت الروح حتى قيل يا مولاي يبتَذِلُ
وقد صار الفراق هَوى جديدًا
وهو متصلُ
فما أدري سلوت أم ابتدأت
تشابه الزَعَلُ
وان من الهوى ما ليس عشق إنما سُبُلُ
وشاغلَتي محَجٌلة بِبَيتُ في العراق
علائم فيها الفم العذري
اغفاء شديد الوصل بين الحاجِبَين
تمائم مكتوبة للنهد
نصف شراسة في الحلمتين
إطالة في الخصر ما طال الهوى
خصر وحزن توأمين
وطقس عشق ليس يعتدل
ورغم تشردي لا يعتريني بدجلة خجَلُ
فلست أرى ليومي
إنٌما ما يلحَظُ الأملُ
فما جوعي مذلي أو وعيد
كلها طفل
وأشهر كل ظفر في كياني
حينما النهاز يرتَجلُ
وقد يفتي بنفيي من هنا فأظل أفنيهم
وأرتحلُ
أعيط بكل نهاز وجيبي .. وهم سَلَلُ
قضيتنا سلام بالسلاح ...
فثم سلم حفرة
وسلامنا جبَلُ
وأن العنف باب الأبجدية
في زمان عهره دول
قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفدًا
أرسلوا السكين وفدًا
ينتهي الخَلَلُ

إرسال تعليق

0 تعليقات