ترنيمات استيقظت ذات يوم لـ مظفر النواب

كيس رمل بصمت المتاريس قلبي
مفاصل عشق مخلعة في الخراب
تفتش عن أحد
أحدق..أفديه
عن وصال صغير
إني محدق في هجرة ما فهمت
ومن يفهم الحب
أنت التفت يا فارغ الحقول وعمري
التفت
جاوز الجرح
جاوز حقل البنفسج
حدق مستغربا خلفه
اخرج القمامة السنوية قال
البرد تأخر دا..ز
ولم يلتمس الباب
دس الماتيب من فرجة الباب
غادر وهو يجيء وجاء يغادر
من نسمة الصمت..
من نبرة الصمت..والدمع
أعرف خط العراق
ومن مثل قلبي يعرف خط العراق
وياقاتك السمر يوم حصاد حزين
تقاطر فيه القبابر فوق ثيابي
تغازل غرفتها في شبق
ركنها داخل البيت
ضيعتها في الجوارير بين ثيابي
وأقلام صمتي تجنبتها
كيف لي أتجنب خفي إليك؟
نبشت الجوارير
أبحث عن أي شيء يداوي
يزيلك
يمحوك من خاطري
قميصي النهاري من ذكرياتي
ومن يغلق الآن هذه الجوار ير
من تعطه نفسه أن سيلمس الأمس
رائحة نفاذة
من هناك؟
شيء بزاوية البيت يبرى
أفتش..
ينقطع البري من قلمي البرتقالي
قلبي الذي صار يكتب من كل أطرافه
وصل الجرح
دس المكاتب
أهملتها
أنت أهملتني
أنت علمتني الهمل
علمتني أن أضرب النرد لي ولنفسي كخصمين
أين اختصمنا..؟ متى؟
لماذا افتعلت دواعي الخصام؟
ألست ترى وحدتي وانفرادي عن السرب
خطوت بعيدا..بعيدا
ولكن البعد يختلف الآن
والبعد الذي وصل الشيء واجتازه
جاوز الوصل
صار في الحب
لا في الحديد ولا في الوصول
ولا في الفراق
أنا من حدة العطر أجرح
انفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت أكتبه في بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذهب ما زلت في موضعي
أنما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
واقنع نفسي بجدواهما
قلت: لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت أكون كانت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة أيضا
وتسحب طاولة اللعب
وتلعب ضدي ..
قامرت بالذكريات
هدرت دمعي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان أرميهما
والمقادير ترمى
ويخرج عن دينه النرد
مما لعبنا ومما خسرنا
ولم أنسحب
ثمل النرد باللاعبين
أقترب رميتين..
تدحرج نرد أقل قليلا من الشوق فيه
فكان الفراق
اقترب لا تخف
إني أدون بالرمل تهت
وتاه بنا الورد والنار والدار والجلنار
ولم ألق إلا السراب العظيم
فعانقته أجلا..أجلين..ثلاثا
رملا
رمالا
رمالًا قطعت
وحبة رمل تفاجئني تحت قلبي
فأواه..أواه هذا القلب الذي لا يطاق
وماذا الهوى غير نائيان يقتربان
إلا يلتقي المتوازي بصاحبه إن سقيناه خمرا
ويترك كل مذاق بصحبه
كم قليل من الناس
يترك في كل شيء مذاق
أذوق فتكتظ بالفستق المطري
وتنسل اغمس كتفي بسمرتها
أقرأ الليل مكتشفا لغتي
قبل أن يدخل الأسود الدؤلي عليها
إذا مسني الصمغ
يلسع من شدة الالتصاق
ولست أحب المواني
وأن خشبي متعب أنا لست أحب المواني
تنتشيني وتطربني رشفات الرذاذ وأنثى النورس
والأزرق الانتهازي واللغز
وأعبد جرحي إذا صاح
في مخزن الحاجيات التي ضاع أصحابها
هذه قصتي
هذه سنواتي الصغيرة
هذه التي ...وتقاطعني
رزمة تفترس وجهي
أنا كل ما ضاع
كل مالا يفتش عنه
وبعد على حدة أتنول بعد
أشد أضم وأفغم فغما لذيذا
وإلا بإحدى السكنات يقتلني الاختناق
متاهة المتاهات يا فلب
أثبت خلف المتاريس
اكتب على البندقية حبنا ووحيا بعيدا
وخذ طلقتين لعينيك حزني
كأن النجوم نوافذ أنت تزوجتها
كتبت لها قبلة للطلاق
تضارب بالهم كل سراب لديك
حريق من الماء
كم شربت الكوز خمرا وجف
عامله يا سيدي إنه جف بالخمر و...
آه من هذه الواو تبدي الذي خلفها
فضحتني وغلقت الباب خلفي
فلم ينغلق غير نصف انغلاق
مسني مسه الحب أو حطم الكأس
دعني أحس..تحطمني
ثملا ليس صحوا
وتجمع مني الشظايا
ترتبه كهواك
كخمرك
أتكفيك كأسي وأنت الخمور الدهاق
شظاياي هذي الكؤوس
كذلك تعشق تسر يوما
فقدت وحطمتها
لم أقل للكؤوس لماذا لم تجيء المكاتب
لامسها
مسح الثلج من عتبة الأمس
دعنا نجرب حظ الحجارة ثانية
ونقيم الشبابيك من تعبي
وارتباك الأصابع
كفى تصافح كفك ثانية
تتذكر أنك خنثا محال أن أصافح كفك ثانية
وأضيف الجموع لهذي المسافة م بيننا
كأن حبا بريدا تأخر
عودا أردت أدو زنه بين عينيك
أنت أجرته
أنت خنت الطريق العريض
وخنت الزقاق
كيس رمل تعرض للنار من فئتين
وكتم حرصا على سمعة البندقية
والحب
والعمر
والكلمات الأخيرة من دفتر الشعر
لما رآك تخون مكانك
قال مكانك خان
مكانك خان الهوى
أنت أيضا مكانك أتلفني
كلمة الحب أتلفتها ودموعي
التفت أنت ماذا لا ولا تلفت
لم أعد ذلك اللغز بالأمس
صار الوداع وداعا
ولا يلتقي المتوازي بصاحبه
أصبح الخمر ماء بسيطا
رأيتهم يشترونك لم تفهم الحب
لم تفهم اللحظات التي
تستقيم النجوم إلى مركز اللّه
لم تفهم الربط بين الرصاصة
والحزن الأسود الدؤواي وقلبي
ولونت ثوبك بالأحمر القرمزي
تؤكد أنك منا محال
فإن القذارة لاتنتمي
وردة الشمع لا تنتمي للهوى
بالبنادق
دعني أريك الكثيرين خانوا
وهم يرفعون بنادقهم
يسقط الحرف والمجد لاحتراق
أتلفت القي حجاري حولي..شظاياي
أوراق شعري
بقايا تهدمت
حقا تهدمت
لكنني في المكان اخترت
ممتلئا بالحنان لنفسي و الحنين
لو عدت ثانية
صرت نفسي فاني ألوف
خلقت لنفسي أمين
أمطر الليل فأكثرت العين كحل الخريف
وامزجه الورق الرطب
وامتلأت راحتاي وراحة دهري
فلم تسعفيني بغير التغيب في جسدي
فرح الدم ...صار يحس قميصي
وما بين سطر وسطر
وجدتك فاردتين من الياسمين
بمحض اللبانة كنا
ورق اعصابه الشوق بالصبوات الأنيقة
فب الروح
في النهد
في ثنية الخصر هذي التي أهلكتني
يدي ... اه اين يدي
أي ضيف دخلت واي شتاء
وغرفة عشق بها منقل و شراب عتيق
خذيني لغرفتك العربية هذي
لقد ثقل البرد سيدتي واشربيني
هذيني ننام سوية ..
فأن النجوم تنام سوية ..ناعمة البال مرصعة كاللؤلؤ
تذكرت وجهك انت التي تجلسين أمامي
تذكرت بيني وسجني وحضن عظامي
كان لنا طعم الحب
كانت لنا نكهة الزهر أحزان
حملت صرتي و ثيابي إلى الباب
ودعتهم فرفعت إلى أذني ياقتي
حزين
حزين تركنا لدى الماء آلامنا
وبنادقنا
وانسحبنا ....
حملنا الجروح التي ستشتعل
وتشتعل في غربة العمر نارا
وتسحب ساقية من البيوت البعيدة
للصبوة
لمن كل شيء بهم فرح وحنين
وددت أحب لا شيء إلا الهوى
واتاني لبريد فوزعته للذين يحبون بعدي
وقبل وصولي لقد غادروا
آه .. لقد غادروا..
كلهم غادروا في تتابع وانسدل الباب حائرا
إنهم يذهبون
صرخت وهم خارج الدهر
اسمعوني
اسمعوني
اسمعوني
تعبت من العمر من اللحظات التي سوف تأتي
من امرأة سكنت ثيابي الرقيقة
أو خرجت لهواها
من قناني الدواء المسائي
كيف يحتمل العمر من دون الدواء المسائي
تكتظ واحدة بعد واجدة في سلام
حتى مطلع الفجر والضائعين
أي ذل يذلون قلبي يدرسون في جرحه كلمات التبرع
زمن يطفئ النار لا بد شاهد شيئا
وراء الأمور وأوشك مما يبين بهم لا يبين
أيها الحب أشرب تذوق اختلافاتنا
أنت أهملتني ... أنت علمتني الهمل يا مهملا
وانتظرت بزاوية العمر لم تتذكر
كيس رمل بتلك المتاريس قلبي
انقله حيثما حصلت ثغرة أو أوسده لجريح
ومتكأ لمقاتل يضعف القلب فيها
وبين الصخور الحزينة اتركه شاهدا
كلما الريح مرت أقول العراق
تركتني اشرب وحدي
حملت بها بالضباب بزهرة دفاي
على وحدتي تركتها
فملت بشباكها في الطريق بمن يعبرون
لقد كنت فوق الثمالة
لست أميز بين أوجه العابرين ملامحهم
كلهم وطني
وملابسهم وطني
تعالوا لقد أوحشتني السنين
وامسك طفلا بعينيه أثمار أيلول
أتعرفني أتطلع فيه
وفي ضحكة الورد في خده
أنت تعرف ماذا بقلبي
عشرين عاما من الانتظار المذل
لقد كنت طفلا كمثلك مثلك
عشرين عاما من الغرباء جرعتهم
كلنا وطن واحد
كنت آخذ هذا المسكن في الليل
وصار المسكين في حاجة للمسكين
عشرين عاما صرخت
لجأت إلى كل ما فيه دفء
فاني ارجف في الليل كاليليسان المريض
وتقتلني القشعريرة
عشرين عاما أخذوا وقتهم
وملابسهم
والرسائل
أم يتركوا لي سوى ألمي والبندقية
وذكريات تغيب
واعشقهم
حجزت الزمان لهم والبنادق والقلب
محتمل حضروا ..
سكنوا القلب من دون علمي
ومحتمل إنهم في المحطة
في الزمن الصعب
محتمل ان كل الهواتف معطوبة
ثم محتمل .. ثم محتمل ..
ثم محتمل .. محتمل كل شيء
سوى إنني مخطئ في غرامي بهم
والسؤال
أحبهم نكهة العمر ...
ملح الطعام
تركتهم في البساتين
في المقبورات البعيدة
في غرفة العرس
في الحلم ذهبوا كلهم
ابق أنت طويلا
فأنت أخر من لا تغلف سهادي بالصمت
ستسهر كل الأماني المحيطة
أعمدة الكهرباء الطفو لي
لعب الصبا..نزواتنا
وآخر ثوب من العمر أخرجته
من تراب الصناديق
نفضته وكويت ماضيه
أفردت كل القصاصات
كل الرسائل
كل الجوار ير
كل الحكايات
كل الذي أنت في العشق
آه يا غربة النار
في بلد الثلج
ابق طويلا..طويلا..
أعطني فرصة للذهاب ولو مرة
دائما يذهبون إلى خارج الدهر
أما ذهابي فتيها
سأذهب آتيك بالحب
والخمر والخبز والصحب
كل الذي تشتهيه سوى لحظات الفراق
أريد ثيابي القديمة فكل ثياب الصبا لا تلائمني الآن
والثوب هذا الذي على جسمي
ليس ذوبي اضطررت لأستر جرحي
وأواري بذاءتي أمام الغريب
وهل ثم شيء ليس غريب
كلنا وطن واحد
ورفاقك السمر يوم الحصاد
ولكنني لا أقلب عنك الجوار ير
إذ أصبحت شيء غريب.

إرسال تعليق

0 تعليقات