إليك من الأنام غدا ارتياحي لـ ابن زيدون

إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي
وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اِقتِراحي

وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَفسِ إِلّا
وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي

فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري
لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ

وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا
لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ

وَأَعجَبُ كَيفَ يَغلِبُني عَدُوٌّ
رِضاكِ عَلَيهِ مِن أَمضى سِلاحِ

وَلَمّا أَن جَلَتكِ لِيَ اِختِلاسًا
أَكُفُّ الدَهرِ لِلحَينِ المُتاحِ

رَأَيتُ الشَمسَ تَطلُعُ مِن نِقابٍ
وَغُصنَ البانِ يَرفُلُ في وِشاحِ

فَلَو أَسطيعُ طِرتُ إِلَيكِ شَوقًا
وَكَيفَ يَطيرُ مَقصوصُ الجَناحِ

عَلى حالَي وِصالٍ وَاِجتِنابٍ
وَفي يَومي دُنُوٍّ وَانتِزاحِ

وَحَسبِيَ أَن تُطالِعَكِ الأَماني
بِأُفقِكِ في مَساءٍ أَو صَباحِ

فُؤادي مِن أَسىً بِكِ غَيرُ خالٍ
وَقَلبي عَن هَوىً لَكِ غَيرُ صاحِ

وَأَن تُهدي السَلامَ إِلَيَّ غِبًّا
وَلَو في بَعضِ أَنفاسِ الرِياحِ

إرسال تعليق

0 تعليقات