خمرية لـ أحمد عبد المعطي حجازي

الأصدقاء الحميمون أقبلوا
في ثيابٍ جديدةٍ
من بلادٍ بعيدةٍ
وقبورِ
ساقوا سماءَ إلي البهو من دخانِ
وشدوا
نجومَها بخيوطٍ
ورفرفوا كالطيورِ
بعيدة كأسنا الأولي
والوجوه عليها من النهارِ انطفاءاتٌ
والمدينة ضمَت أسواقَها
وتهاوت
تحت الزجاجِ المطيرِ
بعيدة هذه الكأس، والنهار بعيدٌ
وعن يميني بساتيننا التي لا نراها
لما ركِبنا عليهم أسوارَها، ودخلنا
كانت هناك تلال
من خالص التٌبرِ
كانت من النساء عذاري
كلؤلؤ منثورِ
ورب ظبي غريرِ
دعوته لسرير
وكان ثم رفاتٌ
يسيل بين محطاتِ أدبَرت
ومحطات أقبلت
وجسورِ
ولات حين نشورِ
مَن ينزل الغَيمَ؟
لي فيه وردة
أزهرت وحدها هناكَ، وأبقت
جذورَها راعياتٍ
في جسمي المهجورِ
بعيدة هذه الكأس، مثَل شمس شتائيةٍ
تدور، وتفترّ عن سني مقرورِ
ونحن بين المرايا
نعشو لها بمهيضٍ
من الجناحِ، كسيرِ
محاصرين بأشباحنا
نبادلها الكرٌ والفرِارَ
إلي أن مضي الزمان فقمنا
وانسلّ كل لمثواه في الظلامِ الأخيرِ
الأصدقاء الحميمون أقبلوا
في ثياب جديدةٍ
من بلاد بعيدةٍ
وقبورِ
ساقوا سماءَ إلي البهو من دخانٍِ
وشدوا
نجومها بخيوطٍ
ورفرفوا كالطيورِ
باريس

إرسال تعليق

0 تعليقات