أَضرَّ بغادةٍ هيفاءَ رود
طوىً بحياتِها قَدْ كادَ يودي
فباتتْ تحتَ جنحِ الليلِ تذري
من الآماقِ كالدرِّ النضيد
وتندبُ من يعول بها بصوتٍ
يلين لسمعهِ القلب الحديدي
وزاد شجونَها إِعوالُ طفلٍ
لها داني العهودِ مِنَ المهود
خوتْ أَحشاؤه مما يقاسي
بعادي الجوعِ من أَلمٍ شديد
فضمتَّه تعلِّله وَأَمستْ
لظى أَحشائها ذات الوقود
وَلما ذَرَّ قرنُ الشمسِ أَنشا
يطالبها بإِنجازِ الوعود
فظلتْ في خواطر مزعجاتٍ
يضيقُ بوصفها صدرُ القصيد
أَأَهرق ماءَ وَجهي في سؤالٍ
وَما في الحيِّ من رجلٍ رشيد
أَم اهتك عفةً بسبيلِ قوتٍ
إِذًا إني لفي غيٍّ بعيد
وَما عندي من الأَموالِ شيءٌ
سواءً من طريفٍ أَو تليد
وَإِنْ يك ليس بدّ من سؤالٍ
فما عن خالتي لي من محيد
فقامتْ ترجفُ الأوصالُ منها
وَقد عجزتْ عن المشيِ الوثيد
وَأَمَّنها عَلَى كرهٍ وَآبتْ
بنزْرٍ من دراهما زهيد
وَقد كتبتْ لها صكًا بِدَيْنٍ
لأَيام بأَربعةٍ شهود
وَعادتْ لابنها الطاوي بخبرْ
يلذّ أَمامَه طعمُ الهبيد
وَلما بات دفعُ الدَيْنِ أَدنى
وَقيت الدين من حبلِ الوريد
وَقَدْ نفِد الذي ادخرتْ وَكانت
تقيم ببعضِه صلب الوليد
وَلمّا يبق مما استقرضته
سوى مائةٍ من المال الجديد
غدتْ للسوقِ وابتاعت ببقيا ال
فلوسِ مسدسًا واري الزنود
وَأوصدتِ النوافذَ ثم همَّتْ
بمحوِ النفسِ من طرسِ الوجود
فقام الطفلُ مذعورًا إليها
وَفي أَجفانِه سنةُ الهجود
فلو تر إِذْ تعلَّقَ وَهو يذري
شَبيهَ الدرِّ منها بالبرود
تقبله مودعةً ثلاثًا
فمن خدٍ وَناظرةٍ وَجيد
تقول لئنْ سأُقضي خوفَ عارٍ
يسجله الطوى أَبدَ الأَبيد
قَدِ استودعتك المولى وَليستْ
تضيع وَدائعٌ عند الودود
وَأَدنتْ مِنْ مسدسِها جبينًا
تلوحُ عليه آياتُ السجود
وتمَّ الأَمرُ وهي تقول دون ال
سؤالِ وذلّه موتُ الشهيد
لذاب القلبُ منك وإنْ يكنْ من
صليبِ الصخرِ أَو قاسي الحديد
0 تعليقات