على ذكرها فليعرف الحق جاهله (الذكرى الثانية) لـ أحمد محرم

على ذكرها فليعرفِ الحقَّ جاهلُه
ويُؤمنْ بأنّ البغيَ شتَّى غَوائلُه

هِيَ الغزوةُ الكبرى هَوى الشّركُ إذ رمت
جَحافِلُها العظمى وولّت جَحافلُه

وأصبح دينُ اللهِ قد قام رُكنُهُ
فَأقصرَ من أعدائهِ مَن يُطاوله

بَنَتْهُ سيوفُ اللهِ بالعزمِ إنّه
لأصلبُ من صُمِّ الجلاميدِ سائله

تَكِلُّ قُوى الجبّارِ عما تُقيمه
عليه يَدُ الباني وتنبو مَعاوِله

أهاب رسولُ اللهِ بالجندِ أقدِموا
ولا ترهبوا الطاغوتَ فاللّهُ خاذله

أما تنظرون الأرض كيف أظلَّها
من الشّركِ دينٌ أهلك النّاسَ باطله

خُذوه ببأسٍ لا تطيشُ سهامُه
فأنتم مَناياهُ وهَذي مقاتله

علينا الهُدَى إمّا بآياتِ ربّنا
وإمّا بحدِّ السّيفِ لا خابَ حامله

إذا أنكر القومُ البراهينَ أخضعت
براهينُه أعناقَهم ودلائله

مضى البأسُ بَدْرِيَّ المشاهدِ تَرتمِي
أعاصيرهُ نارًا وتَغلِي مراجله

وضَجَّ رسولُ الله يدعو إلهه
فيا لكَ من جندٍ طوى الجوَّ جافله

تَنّزلَ يُزجي النصرَ تنسابُ من عَلٍ
شآبيبُه نورًا وينهلُّ وابله

أحيزومُ أقدِمْ إنه الجِدُّ لن يرى
سواه عدوٌّ كاذبُ البأسِ هازله

هو الله يحمي دينَه ويُعزُّه
فمن ذا يناويه ومن ذا يُصاوله

تمزّقَ جيشُ الكفر وانحلَّ عقدُه
فخابت أمانيه وأعيت وسائله

وما برسولِ الله إذ ناله الأذى
سوى ما ارتضت أخلاقُهُ وشمائله

نبيٌّ يُحبُّ الله حُبَّ مجاهدٍ
يرى دَمهُ من حقّه فهو باذله

يُعظّمهُ في نفسِهِ ويُطيعُهُ
وما يقضِ من أمرٍ له فهو قابله

كذلك كان المسلمونَ الأُلى مضَوْا
فيا لكَ عصرًا يبعثُ الحزنَ زائله

صَدفنا عن المُثلى فأصبحَ أمرُنا
إلى غيرنا نَهذِي به وهو شاغله

يُجالِدُ من يَبغِي الحياةَ عدوَّه
فيا لعدوٍّ لم يَجد من يُجادله

بنا من عوادِي الدّهرِ كلُّ مُسلَّطٍ
مَكائدُه مبثوثةٌ وحبائله

قضينا المدى ما تستقيمُ أمورنا
وهل يستقيم الأمرُ عاليه سافله

عَجِبتُ لقومي عُطّلَ الدّينُ بينهم
وجُنُّوا به والجهلُ شتَّى منازله

يُحبّونه حُبَّ الذي ضلَّ رأيُه
فَقاطعهُ منهم سواء وواصله

صلاةٌ وصَومٌ يَركضُ الشرُّ فيهما
حَثيثًا تَهزُّ المشرقَيْنِ صَواهِله

وكيف يقومُ الدّينُ ما بين أمّةٍ
إذا عُطِّلتْ آدابُه وفضائله

سلامٌ علينا يوم يصدقُ بأسُنا
فيمضِي بنا في كلّ أمرٍ نُحاوله

ويومَ تكونُ الأرض تحت لوائِنا
فليس عليها من لواءٍ يُماثله

أنمشي بِطاءً والخطوبُ تَنوبُنا
سِراعًا وعادِي الشرِّ ينقضُّ عاجله

ألا همّةٌ بدريّةٌ تكشفُ الأذى
وتشفِي من الهمِّ الذي اهتاجَ داخله

ألا أمةٌ تنهَى النفوسَ عن الهوى
وتُصْغِي إلى القولِ الذي أنا قائله

ألا دولةٌ للحقِّ تسلك نهجه
وتمشِي على آثارهِ ما تُزايله

إذا نحن لم نَرشدْ ولم نتبعِ الهُدَى
فلا تنكروا يا قومُ ما الله فاعله


نظمت للحفلة التي أقامها المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة عام ١٣٦٠هـ.

إرسال تعليق

0 تعليقات