سامَحَ اللهُ الحمامة
حَرَمَتْ جفني منامه
بعثتْ في القلبِ لمّا
هتفتْ وَهْنًا غرامه
شاقها البرقُ حجازيـ
ـًا فَرَنَّتْ مستهامة
ما لهذا البرقِ يُوري
في حشا الصبِّ هيامه
لاح في الأُفْقِ ولكنْ
شبَّ في قلبي ضرامه
هاجَ دمعي وشجاها
حين حيّا بابتسامة
لم تكدْ تسكنُ حتّـ
ـى قاربَ اللَّيلُ ختامه
فتعالى من أَذانِ الـ
ـفجرِ ما راعَ ظلامه
نغمةٌ علويَّةٌ
للرّوحِ راحٌ ومدامة
مَد فيها صوتَه
نائي الصدى عذب الرُّخامة
كبَّر اللهَ فَخِلتُ الـ
ـكونَ قد طأْطأ هامه
شاهدٌ بالحقِّ ولىّ
باطلُ الليلِ أَمامه
يا له عدلًا يزكّي
فَلَقُ الصبحِ كلامه
قلتُ لما ذَكَرَ الـ
ـهادي حبا وكرامة
باسِمه في كلّ يومٍ
يحسر الفجرُ لثامه
تشرقُ الدنيا وتعلو
جبهةَ الأُفْقِ وسامة
التباشيرُ بوجهِ الـ
ـصبح مِنْ بشرٍ علامة
مولدٌ قد بَسَمَ الدَّهـ
ـرُ له بعد الجهامة
في السما عيدٌ وتلك الشُّـ
ـهبُ قَدْ كانتْ سهامه
وَعَلَى الأرضِ ربيعٌ
ناضرٌ يُولي رهامه
ناشرٌ أَعلامَه في
كلِّ روضٍ وَخيامه
فغمتْ (مكة) (نجدًا)
بشذاها وَتهامة
(بنتُ وهبٍ) ولدتْ بد
رًا لقد وافى تمامه
كان إذْ ضمَّته كالزهـ
ـرةِ ضَمَّتها كمامه
يا يتيمًا كفلَ اللـ
ـهُ هداه واعتصامه
شبّ أميًّا وَلكنْ
نال في العلم الإمامة
هل درى أنْ سوف يرعى الـ
ـخلقَ إِذْ يرعى سوامه
قام يدعو للهدى في
حلكٍ يزجي ركامه
إنْ يكنء أعزلَ فالحقُ
له سيفٌ وَلامة
أو يكن فردًا وَحيدًا
حاوَل القومُ اهتضامه
فهو في جيشٍ من الإيـ
ـمان ما فَلَّوا لهامه
ثقةٌ باللهِ والحق
الذي يرعى زمامه
خوَّلوه الملكَ والما
لَ وَما كانا مرامة
قال والدمعُ يُوالي
فوق خدّيه انسجامه
لو وَضعتمْ بيديَّ الشـ
ـمسَ والبدر قسامة
لم أدعْ ذا الأَمرَ حتى
يرفعَ اللهُ دعامة
يا رسولَ اللهِ شكوى
ذي شجونٍ، وظلامة
نحن في (الشام) نقاسي
فوق أَهوال القيامة
ما لنا من أَمرِنا حتى
ولا مثل قلامة
أَخذوا الأمرَ وأَعطوا
نا المعالي والفخامة
هل يصيرُ الهرُّ ليثًا
حين تدعوه أُسامة
كم نفوسٍ تتلظى
حسراتٍ وندامة
تتنزى للتي تغـ
ـسلُ عارًا وملامة
ما عسى أَهدي إلى مَنْ
رَفَعَ اللهُ مقامه
باقة من زهرِ (الغو
طةِ) طلَّتها غمامة
حملتْ (للمصطفى) نجـ
ـوى محبٍّ وسلامه
0 تعليقات