هَلْ مَنْ يعينُ عَلَى التجلدِ ساعةً
فمع الدموعِ تجلُّدي قد سالا
طفلٌ بجوفِ الليلِ يبكي عاريًا
نال الضنى من جسمه ما نالا
ما راعه إلاّ دنوّي نحوه
كالفرْخِ ريع لكاسرٍ قَدْ صالا
ساءَلته ما خطبُه فتدفَّقتْ
منه الدموعُ فما استطاع مقالا
فمسحتُها حتى اطمأْنَّ فؤادُهُ
وأَعدتُ بعدئذ عليه سؤالا
ماذا أقول وقد رميت بكلِّ فا
دحةٍ تدكُّ بهولِها الأَجبالا
ذهب الزمانُ بوالديَّ ولم يدعْ
حتى طوى عمًا وأَودى خالا
وشقيقة كالغصنِ في غلْوائه
عصفتْ به ريحُ المنونِ فمالا
وأَعضَّ نابُ الجوعِ طاويَ مهجتي
وأَثابني داءً عليه عضالا
فسعيتُ نحو الموتِ أَعلم أَنه
من ضنْكِ هذا العيش أحسن حالا
وإلى هنا انقطعَ الحديثُ لعارضٍ
بين الكلام وبينه قد حالا
لله إِذْ أَلقى عليَّ بنفسه
والموتُ جدَّ بجسمه إِيغالا
لَفَظَ الحياةَ عَلَى يديَّ فشمتها
نورًا إِلى الملإِ العليِّ تعالى
وسمعتُ هينمةَ الملائِكِ حوله
ورأيتُ رحمةَ رَبِّنا تتوالى
فهناك أُسقط في يديَّ وعقَّني
جلدٌ تملَّك مدمعًا هطّالا
0 تعليقات