إِذا زَمزَمَ الحادي بذكرك أَو حَدا
غَدَوتُ عَلى حكم الهَوى فيك أَوحَدا
وَإِن غرّدَت في دوحها الورقُ في الحمى
حَكيتُ بِسَجعي في القَريض المغرّدا
وَليلة صَدٍّ بتُّ أُنشِد بدرها
نَسيبي الَّذي يُروى فَيروي مِن الصَدى
وَناشَدتُهُ باللَهِ أَين سميّه
فَأَمسَيتُ في الحالين لِلبَدرِ منشدا
فَلِلَّهِ قَلب ضلّ مُذ غاب بدرهُ
وَلِلَّهِ طرف دمعه فيهِ ما هدا
وغصن تَثنّى وَهوَ ثانٍ لِعطفِهِ
عَلى أَنَّهُ لمّا تثنّى تفرّدا
وَدَمع تردّى مِن جُفوني بعدهُ
ولكنه لما تردى ترددا
وَبَدر غَدا في الحُسنِ سلطان عصره
فَكَم باب جور مذ تَولّى تولّدا
تجلّدتُ لمّا أَن تجلّى فَلَم أُطِق
وَأَيُّ محبٍّ مذ تَجلّى تجلّدا
فَما البَدرُ وَالأَغصان وَاللَيث وَالرَشا
إِذا ما رَنا أَو صال أَو ماس أَو بَدا
لَئِن كانَ في الأَقمار أَصبح كامِلًا
فَإِنّ عذولي فيهِ أَمسى مبرّدا
لعمري لَقَد آن النزوعُ عَن الصبا
فَيا صبوتي حَتّامَ يَسترسل المَدى
أَما في ثَلاثٍ بَعدَ عشرينَ حِجَّةً
غَنى لغويٍّ آن أَن يترشّدا
نعم ركدَت ريحُ الضلال وَأَقلعَت
عَن الغيّ نَفسٌ حَقُّها أَن تَعبَّدا
وَأَيقظَني مَدحُ الكَريم فَلَم أَنَم
أُراقِبُ مِن طَيف البَخيلة موعدا
وَقلت لقلبٍ تاهَ في حيِّ غيِّهِ
خَليلي لَقَد آن النزوع إِلى الهدى
تعوّدتُ مَدحًا في النَبيّ وإِنّما
لكلّ اِمرئٍ مِن دَهرِهِ ما تعوّدا
أَبو القاسمِ المُختارُ من نسل هاشِم
وَأَزكى الوَرى نَفسًا وَأَصلًا ومحتدا
نَبيٌّ براه اللَه أَشرَف خلقِهِ
وَأَسماه إِذ سَمّاه في الذِكرِ أَحمَدا
فَأَكرِم بِهِ عَبدًا صَفيًّا ممدّحًا
وأنعم بِهِ مولىً وَفيًّا محمّدا
مبيدُ العدى مولي الندى قامِعُ الرَدى
مبينُ الهُدى مروي الصدى واسِعُ الجدا
فَرَجِّ نَداه إِنّه الغيث في النَدى
وَخَف مِن سَطاه إِنَّهُ اللَيث في العدا
حَليمٌ فَقيسٌ في النَديِّ مجهَّل
كَريمٌ ودع ذِكرَ ابنِ مامَةَ في الندى
فَكَم حمدَت مِنهُ الفَوارِسُ صولَةً
وَعاد فَكانَ العود أَحمى وَأَحمَدا
وَكَم مُذنِبٍ وافاهُ يَطلب نجدة
تنجّيه في الأُخرى فأَنجى وَأَنجَدا
أَيا خَيرَ خَلقِ اللَه دَعوَةُ مُذنب
تَخوّف مِن نار الجَحيم توقّدا
لَهُ سندٌ عالٍ بِمَدحك نيّرٌ
وبابك أَمسى مِنهُ أسنى وَأَسنَدا
وَأَنتَ الَّذي جنّبتَنا طارِق الردى
وَأَنتَ الَّذي عرّفتنا طُرُقَ الهُدى
أَلا لَيتَ شعري هَل أَبيتنَّ ليلة
بِمَكَّةَ أَشفي ذا الفؤاد المفنّدا
وَهَل أَرِدَن ماء النَعيم بِزَمزم
وَهَل لِيَ أَن أَروى وَأَسعى وَأَسعَدا
وَإِنّي لصادٍ صادِرٌ عَن مَوارِدي
إِلى أَن أَرى من عين زَمزم موردا
فَيا رَبّ حقّق لي رَجائي فَإِنَّني
أَخافُ بأَن أُقصى طَويلًا وأطردا
وَحاشاك أَن تقصي عَن الباب مخلصًا
لتَوحيده يَرجو رِضاكَ ليَسعدا
وَلَيسَ لَهُ إِلّا عليك معوَّلٌ
لتبلغَه جودًا شَفاعة أَحمَدا
عليه صَلاة اللَه ثُمَّ سَلامه
كَذا الآل والأَصحاب مثنى وَمفردا
0 تعليقات