مرحبا بالأحبة المقبلينا (رجوع المهاجرين من الحبشة) لـ أحمد محرم

مَرحبًا بالأحبَّةِ المُقبلينا
أطفِئُوا شَوقَكم وقَضُّوا الحنينا

أذِنَ اللَّهُ باللقاءِ وكانتْ
لوعةً للفِراقِ دَامتْ سِنينا

إنّ هَذِي دِياركُم فادخلوها
طَيِّباتٍ لمعشرٍ طيّبينا

ادخلوها بنعمةٍ وسلامٍ
وَاعْمرُوها بأهلِكم والبنينا

أقبلوا أقبلوا وَحيُّوا رسولَ الـ
ـلَهِ مُستبشرًا يَمدُّ اليمينا

صَافحوهُ مُحبَّبَ الوجهِ سَمْحًا
والزموهُ مُباركًا مَيمونا

وانظروا حوله الجنودَ أُلوفًا
بعد أن لم تكنْ تُدانِي المئينا

واذكروا خطبَكم وكيفَ ذَهْبتُمْ
خِيفةَ الضَّيْمِ في البلادِ عِزينا

تركبونَ العُبابَ يأخذُه الكِبْـ
ـرُ فيأبَى عِنَانُه أن يَلينا

يَضربُ الموجُ في جوانبِهِ المو
جَ وتُزجِي السَّفينُ فيه السَّفينا

اتَّخذتم أرضَ النجاشيِّ دارًا
وتَركتُمْ دِيارَكم والقَطينا

مَلِكٌ عادلٌ أقامَ عليكم
من كريمِ الجوارِ حِصْنًا حَصينا

وَرَعاكم رَعْيَ الحفيِّ يُؤّدي
حقَّ أضيافهِ وَفِيًّا أمينا

وَجَدَ العارَ في هَدِيَّةِ عمروٍ
فأباها وَردَّ عَمْرًا حزينا

قال يا ويلتا أأهدمُ مَجدِي
وأُعادِي أبُوَّتي الأَوَّلينا

أأبيعُ الضُّيوفَ يا عمروُ دَعْها
خُطّةً تجعلُ العزيزَ مَهِينا

إنها سُبَّةٌ على الدهرِ يَأبَى
كلُّ حُرٍّ مُهذَّبٍ أن تكونا

راعه جعفرٌ بقولٍ مُبينٍ
فرأى الحقَّ واضحًا واليقينا

وَدَرى أنَما السُّجودُ لغيرِ ال
لَهِ إثمٌ يَحيقُ بالسّاجدينا

وَاهْتَدى قَلبُه فآثَرَ دِينَ ال
حقِّ في مجمعِ القَساوسِ دِينا

دَلَفَ القومُ بالمصاحفِ لا يَدْ
رُونَ ماذا يُريدُ أن يَسْتَبينا

قال ما عندَكم أما قال عِيسَى
سوفَ يأتي مِن بعدهِ من يلينا

بَطَلَ الشِّركُ وانتهى الإفكُ هذا
خاتمُ الأنبياءِ والمرسلينا

كيف نَأبَى مُحمّدًا وَهْوَ حقٌّ
أيقولُ الهُداةُ إنّا عَمِينا

رَبِّ إنّي آمنتُ فاغفِرْ ذنوبي
وَاهْدِني في عبادِكَ المؤمنينا

هكذا فاز بالكرامةِ حزبُ الـ
ـلَهِ طوبَى لِحزبهِ المفلحينا

اُدْنُ يا جعفرٌ لك الرتَبُ العل
يا وكنتَ أمرأً بهن قَمِينا

وَخُذِ القُبلةَ التي هِيَ أَقْصَى
ما تُرجِّيهِ أنْفُسُ المتَّقينا

اُدنُ يا أشبهَ الرجالِ بأعلى الـ
ـناسِ قَدْرًا وخيرهم أجمعينا

ولك العذرُ إن رقصتَ فَهذِي
نَشوةُ الحبِّ تأخُذُ المُخلِصينا

نادِ يا شاعرَ العُروبةِ واهتفْ
مرحبًا بالأماجدِ الأكرمينا

هذه خيبرُ العصيّةُ دَانَتْ
لِسيوفِ البواسلِ الفاتحينا

نَصَر اللَّهُ جُندَهُ وحَباهُ
في لواءِ النبيِّ فَتْحًا مُبينا

فَخُذوا حقَّكم هَنيئًا مَرِيئًا
واشكروا اللَّهَ أكرمَ المُنعِمينا

إرسال تعليق

0 تعليقات