سقاها الحيا من مغان فساح لـ ابن عبدون

سَقاها الحَيا مِن مَغانٍ فساحِ
فَكَم لي بِها مِن مَعانٍ فصاحِ

وَحَلّى أَكاليلَ تِلكَ الرُبى
وَوَشّى مَعاطِفَ تِلكَ البِطاحِ

فَما أَنسَ لا أَنسَ عَهدي بِها
وَجَرِّيَ فيها ذُيولَ المِراحِ

فَكَم لِيَ في اللَهوِ مِن طَيرَةٍ
عَلَيها بِأَجنِحَةِ الإِرتِياحِ

وَيَومٍ عَلى حَبِراتِ الرِياض
تَجاذَب بُردي أَيدي الرِياحِ

بِحَيثُ لَم أعطِ النُهى طاعَةً
وَلَم ألقِ سَمعًا إِلى لَحيِ لاحِ

وَلَيلٍ كَرَجعَةِ لَحظِ المُري
بِ لَم أَدرِ لَهُ شَفَقًا مِن صَباحِ

كَعمر عُفاتِكَ يَومَ النَدى
وَعمر عداتِكَ يَومَ الكِفاحِ

إِلَيكَ رَمى أَمَلي بي وَلا
هويَّ مصفّقةٍ بِالجَناحِ

أَقولُ لِراجي الحَيا وَهوَ دان
مَداهُ وَجَدواهُ مِن كُلِّ راحِ

إِذا عمرٌ هَطَلَت كَفُّهُ
فَلا حَمَلَت سُحُب مِن رِياحِ

مِنَ النافِذي الطَعنِ تَحتَ العجاج
بَينَ الدِّلاصِ وَبَينَ الرِماحِ

مِنَ القَومِ يُنزِلُهُم خَضدُهُم
عَنِ المَوتِ شَوكَ القَنا في البَراحِ

وَعَنهُم تكوّن رَفعُ العُلا
سَماءً عَلى عَمدٍ مِن صفاحِ

وَقادوا الزَمانَ إِلى اليومِ وَهوَ
رَقيقُ الحَواشي صَقيلُ النَواحِ

إرسال تعليق

0 تعليقات