إن كان للموت حتما كل مولود لـ خليل مردم بك

إنْ كان للموتِ حتمًا كلُّ مولودِ
فما البكا والأسى في إِثرِ مفقودِ

الناسُ في وردِهمْ حوضَ الردى شرعٌ
أَمّا الخلودُ فحوضٌ غير مورود

والصبرُ أَمنعُ درع يُستجنُّ بها
والدمعُ شرُّ سلاحِ المرءِ إن عودي

أَجدرْ بمن قرعته كلُّ نائبةٍ
أنْ يستعينَ عليها قلب صيخود

لِذاك آليتُ أَنْ أَقسوا إذا غمزتْ
نوائبُ الدهرِ أَو أحداثُه عودي

قد كنتُ فيمن يرى في العيش بغيتَه
أيامَ طالعِ عيشي غير منكود

أما وقد ذهبتْ منه بشاشتُه
سيان عنديَ أَنْ أحيا وأَن أُودي

فقدُ الأعزاءِ أَصلى القلبَ نارَ أَسى
حرّى وطوَّلَ مِنْ هميِّ وتسهيدي

رُدُّوا عليَّ رقادي فهو مختلسٌ
وطأمنوا شجنًا قد آد مجلودي

نعى النعاةُ كريمًا سيدًا بطلًا
ثبتَ الجنانِ جريئًا غير رعديد

عضبُ اللسانِ ذكيُّ القلبِ أَصمعه
عفُّ السريرةِ منجادٌ إذا نودي

ملءَ العيون وقارًا والنفوس نهى
أَحسنْ بخلقٍ وخلقٍ منه محمود

رقَّتْ شمائلُهُ حتى لتحسبها
دمعَ المتيّمِ أو ماءَ العناقيد

وَفى وَأخلص في سرٍّ وَفي علنٍ
إذ كان بعضُهمُ في الغدرِ كالسيد

سادَ الأكابرَ فضلًا راجحًا وَحجى
لذاك أَلقتْ إليه بالمقاليد

قد نال وَهو غزيرُ الحلمِ مقتصد
ما قصَّرتْ عنه باعُ البأْسِ والجود

عَزَّ الفضائلَ والآدابَ إِنَّ لها
عليه من وَجدها أَنَّات معمود

إن الذي قتل الأيامَ معرفةً
كرَّتْ عليه بأحداثٍ مناكيد

موتورة قد أصابتْ منه غرَّته
فأَقصدتْ وَكذا فتك الرعاد يد

لله ما دفنوا تحت الصفائحِ مِنْ
سنخٍ كريمٍ وَفضلٍ غير مجحود

محاسن الخلقِ في الأكفان مدرجةٌ
أَدلوا بها حين أَدلوا بالتجاليد

يفدي الذي جاوَز السَّبعين كل فتى
غض الشبابِ رطيبِ الغصنِ أَملود

كيف السلوُّ وقد جَدَّتْ نوى قُذُفٌ
مسيرُها بالمفدّى غير تهويد

لو يعلم الميْتُ ما بالحيِّ من كمدٍ
رثى له ثاويًا تحت الجلاميد

أقول واللبثُ قد فازتْ مراجلُه
والدمعُ ما بين محلولٍ ومعقود

يا ثاقبَ الرأْي في (الشورى) إذا أَفنتْ
آراءُ أَهليه أَضحى غيرَ مردود

أعززْ عَلَى الأُمةِ المنكود طالعُها
بفقدِ مثلِك في أَيامِها السود

إرسال تعليق

0 تعليقات