نبي براهُ اللَّه مِن نَورِهِ الأَسمى
وَلا عَرش مَوجود وَلا حادث يُسمى
وَأبدع كل الكائِنات لِأَجلِهِ
ليَجلو عَلَيها مظهر الرَّحمَة العُظمى
وَخصصَه مِنهُ بِما شاءَ مِنّةً
وَأَودَعهُ سِرًّا وَوسَّعَه عِلما
وَأشهده ذاتًا وَعرفه حلىً
وَمكنهُ قُربًا وَصرمه حكما
وَنبّأه قدمًا فَأَعظم بِفاتحٍ
نبوته لِلأَنبياء غَدَت خَتما
وَأرسله فَضلًا إِلى الخَلق كلهم
وَأسبغ في إِرسالِهِ الفَضل وَالنّعما
وَأفرده بِالأَولية مُطلقًا
بِكُلِّ كَمال لا يرامُ لَهُ مَرمى
وَفي العَهد يَوم الذر تَقديمه جَلا
عَلاه عَلى الأَعيانِ قاطِبة حَتما
وَفي قسم المَولى لَهُ بِحياتِهِ
آجل نَظرًا تَلقاهُ أَوفرهم قَسما
وَأَعلاهُم قَدرًا وَأَشرَفهُم عُلا
وَأَكرَمهُم جاهًا وَأَثبَتهُم عزما
وَأَرفَعهُم ذِكرا وَأَعظَمهُم تُقىً
وَأَوسَعهُم عِلمًا وَأَجوَدهُم فهما
وَأَعدَلهُم حُكما وَأَرجَحَهُم نُهىً
وَأَحسَنهُم خلقًا وَأَكثَرهُم حلما
وَأَكمَلهُم ذاتًا وَأَطهَرهُم حلى
وَأَجمَلهُم وَجهًا وَأَشرَفهُم جِسما
وَأَعظَمَهُم بَأسًا وَأَمنَعَهُم حِمىً
وَأَصدَقهُم قيلا وَأَحمَدَهُم إسما
وَحَسبكَ بُرهانًا عَلى ذاكَ أَنَّهُ
بهم لَيلة الإِسراء قاطِبَة أَمّا
وَقامَ مَقامًا لَم يَقم غَيرهم بِهِ
مَكينًا بِقاب القُرب مُستَعملًا حَزما
وَشاهد آيات الإِلَه وَما لَها
بِسعدى عَن المَقصود كَلا وَلا سلمى
وَخَصص في يَوم الجَزا بِشَفاعة
تَعم بِحُسناها إِذا قَلقوا غَما
وَحَشر جَميع الرُّسل تَحتَ لِوائِهِ
فَلِلّه ما أَسناه مَجدًا وَما أَسما
وَلَولا ضِياه لاحَ في وَجه آدم
لَما أَمَر الأَملاك أَن يَسجدوا لزما
تَحية إِعظام لِمَجد مُحَمد
نَبي الهُدى الماحي بِأَنواره الظلما
عَلَيهِ مِن الرَّحمَن أَزكى صَلاتهِ
صَلاة بِحَق الحَق تستهلك الوَهما
مَدى الدَّهر ما اِنهَلَّت سَحائب وَصلِهِ
وَوافى غياث اللَّه بِالمننِ العُظمى
0 تعليقات