هَل راكِبٌ ذاهِبٌ عَنهُم يُحَيِّيني
إِذ لا كِتابَ يُوافيني فَيُحيِيني
قَد مِتُّ إِلّا ذَماءً فِيَّ يُمسِكُهُ
أَنَّ الفُؤادَ بِلُقياهُم يُرَجّيني
ما سَرَّحَ الدَمعَ مِن عَيني وَأَطلَقَهُ
صَبرًا لَعَلَّ الَّذي بِالبُعدِ أَمرَضَني
بِالقُربِ يَومًا يُداويني فَيَشفيني
شَخصٌ يُذَكِّرُني فاهُ وَغُرَّتَهُ
شَمسُ النَهارِ وَأَنفاسُ الرَياحينِ
لَئِن عَطِشتُ إِلى ذاكَ الرُضابِ لَكَم
قَد باتَ مِنهُ يُسَقّيني فَيُرويني
وَإِن أَفاضَ دُموعي نَوحُ باكِيَةٍ
فَكَم أَراهُ يُغَنّيني فَيُشجيني
وَإِن بَعُدتُ وَأَضنَتني الهُمومُ لَقَد
عَهِدتُهُ وَهوَ يُدنيني فَيُسليني
أَو حَلَّ عَقدَ عَزائي نَأيُهُ فَلَكَم
حَلَلتُ عَن خَصرِهِ عَقدَ الثَمانينِ
كَواكِبًا في لَيالي بُعدِهِ الجونِ
وَاللَهِ ما فارَقوني بِاِختِيارِهِمِ
وَإِنَّما الدَهرُ بِالمَكروهِ يَرميني
أَفدي الحَبيبَ الَّذي لَو كانَ مُقتَدِرًا
لَكانَ بِالنَفسِ وَالأَهلينَ يَفديني
يا رَبِّ قَرِّب عَلى خَيرٍ تَلاقينا
0 تعليقات