من فاته أَن يرى الأَشجان ماثلةً
فليأتني حينَ أَمرُ الليلِ يجتمعُ
يجدْ علَى مضجعِ الأحزانِ نِضْوَ أَسى
سيَّان في بثِّه مرأَى وَمستمع
العينُ ترتدُّ عبرى عَنْهُ إِنْ نظرتْ
تكاد بالدمِ من مرآه تندفع
والأُذنُ تسمعُ من تطريبه نغمًا
يكاد منه نياطُ القلبِ ينقطع
وَلو درى ناظرٌ ماذا تضمَّنه
قلبي لأَصبح منه القلبُ ينصدع
كم زفرةٍ عند إِدبارِ النجومِ إِذا
صعَّدتها خلتُ مَعْها النفسَ تنتزع
سيلُ الشجونِ غدا قلبي قرارته
ينصبُّ فيه وَمن عينيَّ ينهمع
من طولِ ما لزمتني قد سكنتُ لها
حتى ليدركني من نأْيها جزع
طالَ التجلدُ حتى عقَّني جلدي
وَحصن صبريَ أَمسى وَهو مفترع
لا أَملكُ الصمتَ إِنْ أَضحى عَلَى مضضٍ
وَلستُ آمنَ قولًا دونه الفزع
فويح من كان جوّالًا بمقوله
وَما له في مجالِ القولِ متَّسع
يا مَنْ يسومونني خفضَ الجناحِ لهمْ
تعاظمَ الخلفُ فيما بيننا فدعوا
عاهدتُ نفسيَ مذْ صعَّرتُ خديَ أَنْ
لا يستبينَ به نحو امرئٍ ضرع
لا رفَّه اللهُ عني ما أُعالجه
إنْ كنتُ غيرَ مراد العز أَنتجع
إذا النفاقُ سما يومًا بصاحبه
فإِنه ساقطٌ من حيث يرتفع
قد هوَّن الناسَ عندي أَنَّ شأْنهمُ
من عهد (آدم) خداعٌ وَمنخدع
ما ينقمون سوى علمي بأَنَّ عَلَى
خداعِهمْ قامتِ الأَحزابُ والشيع
حاذرْ عَلى الحقِّ من قومٍ سياستهمْ
لا تنتهي بهمُ حيث الذي شرعوا
واحذرْ عَلى الدينِ من قومٍ تضمُّهمُ
تلك المساجد والأَديار والبيع
فررتُ منهمْ بآرائي وَمعتقدي
فرارَ من جدَّ في آثاره السبع
استغفرُ اللهَ من حالٍ وَجدتُ بها
نفسي ترى رأْيَهمْ حينًا وَتتَّبع
والحمدُ لله أَني قد مسحتُ يدي
مِن كلِّ ما لفَّقوا بَغْيًا وَما وَضعوا
0 تعليقات