ذرِ العينَ تقضِ اليوم بعضض ديونِها
فقد ناءَ بالأجفان دمعُ شؤونِها
تراختْ حبالُ الوصلِ بيني وَبين من
أذابَتْ صليبَ القلب منّي بلينها
فلا صبر أو ينسى الفؤادُ غرامَها
وهيهاتَ لا يرضى الفؤادُ بدونها
شربنا دهاقًا أكؤسَ الحبِ والهوى
فقلبُ كلينا مترعٌ من معينها
إذا ما رأتني أعرضتْ خوفَ كاشحٍ
وآيةُ ما تخفيه ملءُ عيونه
فوا لهفا للشملِ تنقضُ رصفَه
عواذلُ قد كنّا قذىً بجفونها
أرى أنَّ قلبي بين شِقّين من عصا
وقد حال دون القربِ رجمُ ظنونها
فهل علم الواشون أنَّ أُولي الهوى
ترى دون قطع الوصل قطع وتينها
فيا غلةً لم يطفها فيضُ أدمعي
وكيف وما يرفضُّ غيرُ سخينها
ويا حسرةً بين الحشا قد تغلغلتْ
بلوغ نجومِ الأُفق دون دفينها
كذاك الهوى كالكهرباءة نورها
جليّ ولمَّا يدركنه كمينها
بنفسي وأهلي من إذا نوَّهوا لها
بذكري أثاروا كامنات شجونها
فما هي إلاّ وجمةٌ ثم عبرةٌ
حدتْ بعزاليها رياحُ حنينها
فأيّ كتابٍ بعد هذا وسنة
تباعدني أنْ لا أدين بدينها
لئن فرَّقتْ كتبُ الديانات بيننا
لتجمعنا صحفُ الهوى بغضونها
وإن حَرَّجَ الإنجيلُ وهو محرفُ
ففي صحة القرآن حلّ وضينها
أُعيذك يا (لمياء) من شرِّ كاشح
يُبدِّلُ مبيضَّ الليالي بجوْنها
خذيني عَلى العلاتِ خِدْنًا فإنني
إذا نابتِ الأحداثُ ليث عرينها
تمخَّضتِ الأيامُ حتى أتين بي
عصورًا طوالًا غرة في جبينها
أمتُّ بأنسابٍ ذرى الشمِ دونها
أضاءت من الأيام غُبْر دجونها
إلى السبْطِ من آل النبي محمد
ومن آل عباس لجدِّ أمينها
ومن (عبد شمس) للأشج وعمه
نمتني إليهم عاليات غصونها
ولي مقولٌ (هاروت) بعضُ جنوده
يحلُّ به عصمَ الظبا من حزونها
إذا ما تلتْ رسلُ البلاغةِ آيةً
تخرُّ إليها سجدًا لذقونها
لئن غز زمتْ نظمَ الروائعِ صبيةٌ
فما البازل الهدّار كابن لبونها
وَعاذلةٍ باتت تصوِّبُ لومَها
عَلى مقته ما ساءَ ظنُ ظنينها
وَهلْ ريبةٌ والسر كالجهر طاهر
إذا ما صبتْ نفسٌ زكت لقرينها
وَما تام لي قلبًا وَلا شفَّ مسكة
محاسن من حورِ النساءِ وَعينها
صبوتُ إلى أخلاقِ (لمياء) إنَّها
لقد أخذتْ من حرِّها بمتينها
حياءٌ يزيل الريْبَ عن مستقرِّه
إذا قرئت آياته في جبينها
وَحسن حديثٍ لا يُملّ استماعُه
كترديدكِ الأنفاسَ بعد كمونها
ينسيك أخبارَ الرواةِ وَما وَعتْ
صدورُهمُ من غثِّها وَسمينها
وَعلم بإرجاع الفتاة تقدّمًا
إلى حيث كانت في خوالي قرونها
فأيّ فتاةٍ شابهتها فإنها
لدى خالد في الحب ليست بدونها
0 تعليقات