تركتُ هوى بيض الطَلى والترائبِ
وَسود شفارِ العين سود الذوائبِ
فأَصبحتُ عِزْهاةً عن اللهوِ والصبا
وَقد كنتُ قبل اليوم زيرَ كواعب
فما تتصباني الأَوانسُ والدمى
ولا قاصراتُ الطرفِ زجّ الحواجب
زجرتُ فؤادي عن هوى الغيدِ فارعوى
وَقرَّ وَقبلًا كان قلْقَ الجوانب
نفضتُ يديَّ اليوم مِنْ كلِّ صبوةٍ
وَقد بيَّض الفودين سودُ النوائب
وَهل للصبا واللهو يا سعدُ موضعٌ
بقلبِ حزينٍ مترع بالمصائب
إِلى اللهِ أشكو البثَّ والحزنَ وَحده
فإِني لقد ضاقتْ عليَّ مذاهبي
وَأسلمني دهري لكلِّ ملمَّة
وَأنكرني صحي وأَدنى أَقاربي
وكلّ خليلٍ كنت آملُ ودَّه
نأَى ثانيًا عطفيه عني بجانب
فوالهفا أَني أُضام ولا أَبٌ
يعز عليه أَن تذلَّ جوانبي
كذاك ولا أُمٌ تشاطرني الأَسى
ولا من أخ لي أَرتجي أو مصاحب
أَلا من لطفلٍ إِنْ تراءَى لي الردى
كفرخِ قطا في العشِّ ليس بزاغب
0 تعليقات