ألم تعلمي يا أم توبة أنني لـ عبيد الله الجعفي

أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ تَوبَة أَنَّني
أَنا الفارِسُ الحامي حَقائِقَ مَذحَجِ

وَأَنّي صَبَحتُ السِّجنَ في رَونَقِ الضُّحى
بِكُلِّ فَتىً حامي الذِّمارِ مُدَجَّجِ

فَما إِن بَرَحنا السِّجنَ حَتّى بَدا لَنا
جَبينٌ كَقرنِ الشَّمسِ غَيرُ مُشَنَّجِ

وَخَدٌّ أَسيلٌ مِن فَتاةٍ حَييَّةٍ
أَلا فَسَقاها كُلُّ مُزنٍ مُبَعِّجِ

فَما العَيشُ إِلا أَن أَزورَكِ آمِنًا
كَعادَتِنا مِن قَبلِ حَربي وَمَخرَجي

وَما أَنت إِلا مُنيَةُ النَّفسِ وَالهَوى
عَلَيكِ سَلامٌ مِن حَبيبٍ مُسَحَّجِ

وَمازِلتُ مَحبوسًا لِحَبسِكِ واجِمًا
وَأَنّى بِما تَلقَينَ مِن بَعدِهِ شَجي

فَبِاللَّهِ هَل أَبصَرتِ مِثلِيَ فارِسًا
وَقَد وَلَجُوا عَلَيك مِن كُلِّ مولجِ

وَمِثلي يُحامي دونَ مِثلَكِ إِنَّني
أَشُدُّ إِذا ما غَمرَةٌ لَم تُفَرَّجِ

أُضارِبُهُم بِالسَّيفِ عَنكِ لترجعي
إِلى الأَمنِ وَالعَيشِ الرَّفيعِ المُخَرفَجِ

إِذا ما أَحاطوا بي كَرَرتُ عَلَيهِم
كَكَرِّ أَبي شِبلَينِ في الخَيسِ مُحرَجِ

دَعَوتُ إِلَيَّ الشاكِرِيَّ ابنَ كامِلٍ
فَوَلَّى حَثيثًا رَكضُهُ لَم يَعَرِّجِ

وَإِن هَتَفوا بِاسمي عَطَفتُ عَلَيهِمُ
خُيولَ كِرامِ الضَّربِ أَكثَرُها الوَجي

وَلا غَروَ إِلا قَولُ سَلمى ظَعينَتي
أَما أَنتَ يا ابنَ الحُرِّ بِالمُتَحَرِّجِ

دَعِ القَومَ لا تَقتُلهُم وَانجُ سالِمًا
وَشَمِّر هَداكَ اللَّهُ بِالخَيلِ وَاخرُجِ

وَإِنّي لأَرجو يا ابنَةَ الخَيرِ أَن أُرى
عَلى خَيرِ أَحوالِ المُؤَمِّلِ فَارتَجي

أَلا حَبَّذا قولي لأَحمَرِ طَيِّءٍ
وَلابنِ خُلَيدٍ قَدَدنا الصُّبحُ فَادلُجِ

وَقولي لِهَذا سِر وَقولي لِذا ارتَحِل
وَقولي لِذا مِن بَعدِ ذَلِكَ أسرِجِ

وَسيري بِفِتيانٍ كِرامٍ أُحِبُّهُم
مغِذًّا وَضوءُ الصُّبحِ لَم يَتَبَلَّجِ

يُطيعونَ متلافًا مُفيدًا مُعَدَّلًا
بِهِ يَرتَجي عَفوَ الغِنى كُلُّ مُرتَجِ

إرسال تعليق

0 تعليقات