وقد كان لي منه شفيع مشفع
به يمحق الله الذنوب ويغفر
فهل يقبل الصوم الذي أنا صائم
لبعدي عنه أو أثاب فأوجر
لقد ود هذا الشهر أن دام سرمدا
عليك دراكا يتبع العصر أعصر
كما ود هذا الشهر لو لم يفز به
سواك حنيف في العباد مطهر
وجددته وهو الجديد بقاؤه
وواصلت منه كل ما كنت تهجر
وانك لو لم تعتد لبنائه
بنته الليالي والقضاء المقدر
لئن كان اكبارا يعظم شأنه
فكل عظيم عند قدرك يصغر
فما للعلى من خلفه متقدم
وما للعلى من بعده متأخر
كأن الكحيل الجون والروض وقد
مجامره مسك عليها وعنبر
وأكثر من ألبانها من يخصها
اذا جاءها عاف من الناس مقتر
يفرقها في الجود ألفا لواحد
ورعيانها فيها وما ينتظر
وما مثلها مما تعاظم في الندى
ولا غيرها مما يقل ويكثر
فيا مالكا لم يعلم الناس كنهه
وفي خلقه علم عليه مستر
ويا شرفا لا يستخص قبيله
ويا مثلا في الغابرين يسير
أرى الناس أفواجا أليك كأنما
من الزاب بعث أو من الزاب محشر
لأنت لمن قد مزق الدهر شمله
ومعشره بالبين أهل ومعشر
وما للندى والبذل تمدح انما
مدحناك للحق الذي ليس ينكر
0 تعليقات