نعم هذه الزوراء لاحت قصورها
فمن لك ان تجلى لعينيك حورها
ارتك سماء الحسن تبدو بروجها
جهارًا ولا تبدو جهارًا بدورها
تنم سنًا بالاكتنان سناؤها
وتكمل حاشاها السرار سرورها
عقائل يعقلن القلوب بنظرة
يعز على هاروت فينا نظيرها
بقومي وبي منهن خودًا أبية
وليس إباء الغانيات نصيرها
محجبة إلا عن الفكر والكرى
فإما بوهم أو بطيف أزورها
أما علمت والآسرات لحاظها
أسيرة حجليها بأني أسيرها
كأني ما ابقيت بالجفن ملعبًا
يجر به أذيالها وشعورها
ولا ظهرته العين فيضا بعبرتي
فضمخه من اخميصها عبيرها
ولم تضرم الأشواق بين اضالعي
سعير صبابات عسير يسيرها
اشعتها في وجنتيها ووقدها
بقلبي وفي الأنفاس مني زفيرها
افيك الردى لم يبق مني سوى ردا
على رسم اعضاء خفي ظهورها
كأني من الأفعال في النحو مضمر
وان خص نصبًا مصدريًا ضميرها
وصبري كشك واليقين بقوله
وشوقي كنارٍ والهواء تثيرها
ووصلك كالأصغاء فيك بمسمعي
للائمة ليس ليس يحلو مريرها
وحظي كيوم حجب الدجن صحوه
وليلة قمر لا ينير منيرها
ويأسي ان ارجو الأمير ابن منجك
على أمر آمالي والا أميرها
أخو الجود ان ضن السحاب بجوده
على الدهر أو عضت كرامًا دهورها
ورب المعالي الزاهرات كأنها
نجوم ولكن لا يغيب سفورها
ففي النفع والأضرار يصدع أمرها
وفي الصبح والأمساء يسطع نورها
وخير اخير جاء في الفضل اولًا
كذلك خير الأنبياء اخيرها
وابن ابٍ أو في زماما من الظبا
واوفر عزمًا من جياد يغيرها
إذا جردت تلك الأكف بفيلقٍ
وغار يهدي المقربات مغيرها
توهم عمرو ان صمصامه عصا
وقصر وصفًا في عصاه نصيرها
هم القوم ان عانى الهموم اعتنى بهم
فعما قليل عنه تجلى كثيرها
صدور المعالي رفعةً وصدورهم
لمستودع الأسرار فيها قبورها
لهم في الخطوب المدلهمات همة
يهم مسير العاصفات مسيرها
وبذل ندى يأتيك قبل ندائه
سريعًا كما يأتي الوكون طيورها
على هضبات الأرض من مجدهم سنا
يكاد به ان تستنير سبيرها
ولو نظرت أحلامهم بعد نظرة
دعى بثبور في الرواسي ثبيرها
قد افترعوا العلياء بكرًا وباكروا
إليها المساعي فاستحب بكورها
ولولاهم لا زورت الشام جانبا
عن الحق واستولى على الخلق زورها
فأن وجود الأكرمين من الورى
معاقل أرباب العقول وسورها
عفاء على حسادهم قدر عفوهم
فختام في الأمعاء تغلى قدورها
يرومون ما يغشى بصائرهم سنًا
كما ارتد عن شمس النهار بصيرها
ويرمون أرباب المعالي بوصمة
غرورًا ومن شر النفوس غرورها
وقد يمقت السمع الأصم لعلة
ويكره اعطاف الحسان ضريرها
ولا عيب فيهم غير ان صلاتهم
تفرق آمال العفاة بحورها
وان سيوف الهند في كل معرك
بأيمانهم حاضت دماءً ذكورها
أبا منجك السامي المسمى بجده
تعداك من حد الكرام غيورها
إليك طويت البيد طي صحائف
تنمق من وخد المطي سطورها
بيوم تخال الأرض ترمي من السما
سهام عذاب من لظى تستعيرها
وتحسبها من آلها في مفاضة
مضاعفة بيض النعام قتيرها
وان خيال الشمس فيها أسنة
بها طعنت أعطافها وتحورها
وقد قامت الحرباء ترقبها ومن
جيادتها بالحرب جاء نذيرها
وآن بأن يحمي الوطيس على المنى
ويضرم من جيش المنايا سعيرها
فما راعني من صدق عزمي مخوفها
ولا رابني أهوالها وهجيرها
وظلت كأني بالمفاوز فائز
قريب رقاد المقلتين قريرها
وما الشوق إلا ما اعان على العنا
وهان به في النائبات عسيرها
على اعوجيات كأن مهادنا
إذا قلقلتنا للهدو ظهورها
معودة ان تشرأب إلى السرى
كأني من جور الرباط اجيرها
هي الخيل إما للمنايا أو المنى
بأنفسنا في النائبات مصيرها
وقد ادركت بي من ذراك نعيمه
فمنهن أنصاري ومنك نصيرها
فإن يك يأس الناس من قبل ساءني
ومر من الأوقات فيه مريرها
فقد تعقب الأيام فينا لياليا
تسرك والأعوام يصفو شهورها
ولو أبقت الدنيا على الناس حالة
لما اختلفت بعد القياس أمورها
فأن تكن النعمى فأني شكورها
وان تكن الأخرى فأني صبورها
بقيت بقاء الفضل منك على الورى
فتلك الأيادي ليس يطوي نشورها
وحاك رياضا من ثناك سحائب
فلا غرو ان قد صاك عرف عطيرها
ودمت توفي الشعر فيك حقوقه
فرب حقوق لا توفي عشورها
فجل الورى الاك من ينكرونه
كما نكرت لطف القبول دبورها
ومن خطل الأيام اخطلها ومن
جرائرها في القوم عد جريرها
أظن القوافي لا قوى في حظوظها
كأن سمير الناعيات سميرها
اواغتصبت منها الغواني جواهرا
وها هي مما تحتويه ثغورها
فقد وهيت حتى توهمت انها
لرقتها اجفانها وخصورها
وحسبك يا ابن الأكرمين جلالة
بأنترتضي مني لديك حقيرها
0 تعليقات