ربع المُروءةِ والوفا
عُوجا على أطلالِهِ
ومعَ القلوبِ بها قِفا
وتأمّلا ثم اتلُوَا
آيَ الوَداعِ وطوِّفا
لِلّه صَرحٌ شامخٌ
قد صارَ قاعًا صَفصَفا
لم يَبقَ منهُ غيرُ ذكرٍ
من أساطيرِ الخَفا
فتأسَّفا
يا صاحبَيّ لقد مضى
زَمَنُ النَبالةِ والكَرَم
أيامَ كان المرءُ يُعرَفُ
بالإباءِ وبالشيَم
وبما أتاهُ للمعالي
من مَحامِدَ أو كَرَم
وأرى الوَرى لا يسالونَ
عن الشَهامةِ والشَمَم
بل يَسألونك كم جمعتَ
ولو جَمَعتَ بِسفكِ دم
ما أسخَفا
كم أصبحت عند الرَرى
بدءَ الحديثِ وفصلَهُ
كم جاهلٍ حازَ الغِنى
والمالُ يغفِر جَهلَهُ
والمالُ يُعلي فَرعَهُ
والمالُ يَستُرُ فِعلَهُ
والمالُ يمحو كلَّ ذَنبٍ
والحَرامَ أَحلَّهُ
واذا أرادَ المُستَزِيدَ
فمَن له يُعطى لهُ
مَن ذا اكتَفى
يا صاحِبَيَّ أليسَ حقًّا
ما قَرأنا في الكُتُب
عن جابري العَثَراتِ عن
أجوادِ ساداتِ العَرَب
عن حاتِمٍ عن مَعَن عن
كعبِ بن مامةَ في الحِقِب
والقائلينَ الفاعلِينَ
الباذِلِينَ بِلا طَلَب
عَجَبًا أَلم يُبقُوا لهم
نَسلًا فيَعرفَ ما وَجب
أكذا تَغَيَّرتِ العُصُورُ
وفاتنا العصرُ الأغَرّ
أكذا على الأطلالِ نبحثُ
عن بَقايا ما انَدَثَر
أكذا عَفا الصَرح القديمُ
أما بقى منه أثَر
أكذا رداءُ المَجدِ يُمسي
في مَساخِرِ مَن سَخر
يا صاحبَيَّ تَرأفا
وقِفا على طَلَلِ العِبَر
وتلهَّفا
0 تعليقات