حوشيت در مدامع لا تجمد لـ ابن الجزري

حوشيت در مدامع لا تجمد
وكفيت حر أضالع لا تخمد

وعداك داء الحب وهو كما ترى
جسم يذوب ومقلة تتسهد

أمعللى منه بوعد وصاله
هل كان ذا روح فمات الموعد

حتام نستسقي سحائب أجهمت
منه فتبرق خلبًا أو ترعد

وإلام نتجع المنى وضروءها
لا تمتري وصريخها لا ينج

تعست جدود أولى الهوى أمن المها
يرجي الوفاء وذاك مالا يوجد

ومن البلية أن ثقلبي راغب
فيمن يكلفه الهوان ويزهد

وإذا سطوت أسرت آساد الشرى
قسرًا ويأسرني الغزال الأغيد

حالًا يسر الدهر سوء حلولها
مني ويكرهها الكريم محمد

الأروع الورع الهمام الأفضل
الندب الأجل الاريحي الأمجد

الكامل السيفي من علياؤه
لا ترتقي وطباقها لا تصعد

ان كان اوحد كل دهر كائن
في دهر فضلا فهذا الأوحد

ينمو بأنمله اليراع ويرتوى
من راحيته ذابل ومهند

ويقل منه الطرف ليثًا في الوغى
من كل منبت شعرة فيه يد

ابدًا تفل الجمع بأسا أو ندى
مع انه في كل جمع مفرد

لم يختلف اثنان من هذا الورى
في فضله شهدوه أو لم يشهدوا

ومع التحقق لا شكوك لعاقل
عبد الآله ولن يرى ما يعبد

يا بن الأكارم كابرًا عن كابر
والدهر مقتبل الشبيبة أمرد

وأولي المكارم في الأنام وعنهم
تروى الفواضل والفضائل تسند

والذاهبين من البرية والعلا
علم على آثارهم والسؤدد

ان غالني بالبعد دهري عنك
فالأيام تدنى من تشاء وتبعد

وأنا المقيم بما يراد على النوى
تدنو العهود وان تنآى المعهد

ابدًا أخصك بالمدايح مخلصًا
ومن الخليفة من يذم ويحمد

ولقد رميت من الزمان بحادث
قد عز لي الاك فيه المسعد

ما ابيض يومي من عدو أزرق
الأوصال علي عيش أسود

متوطن منه الحضيض وربما
صحب الدنى به السهى والفرقد

متقمص صبر الكرام على الأذي
متعمم بفضيلة لا تجحد

ولئن خفيت علي غبي رونقا
والشمس لم يشهد سناها الارمد

لا عار في بؤسي ولا فخرًا لمن
يعلو بنقص أو يجهل بجهد

فلطالما طار الذباب مع الهوى
ورقا وقد سكن التراب العسجد

وإليكها ورقاء في ورق الثنا
تشدو بحمدك دهرها وتغرد

سكنت به غرف الجبان وفارقت
منى جنانًا ناره تتوقد

وتخلصت من فكرة لهمومها
لان الحديد ورق منها الجلمد

وتنزهت عمن سواك بحمدها
ما حاجة الظمآن إلا المورد

فاستبقها منى صحيفة مدحةٍ
تطوى وتنشر في الزمان وتنشد

واسلم ودم انسان ناظر دهرنا
دهرًا ومدحك موقه والأثمد

فلنحن ملجانا إليك من الورى
فيه وأنت مؤيد ومؤبد

إرسال تعليق

0 تعليقات