إنا لتقتلنا العيون
ونرد ما طبع القيون
ولنا المعزة في الحروب
وفي الهوى ذل وهون
ولنا المكارم والصوارم
في ندى ووغي تدين
ولنا المعاني الغر ابكار
وللشعراء عون
وبنا قوافيها قوى
فيها لمنتقد كمين
وبنا تقاد إلى مقارعة
العدا الحرب الزبون
ونوائب الأيام اعذبها
لأنفسنا المنون
والصعب غير فراق من
تهواه في الدنيا يهون
ان الجزيرة لا عدا
جوديها الجود الهتون
خلقوا بها آبائي آساد
الشرى وهي العرين
ولهم بها البيت المؤثل
في قواعده المكين
وبركنه المجد المتين
وظله الجد المبين
وبهم لنا نسب على الدنيا
له شرف ودين
ولو فدنا العرض المذل
وعندنا العرض المصون
ولضيفنا تعلو القدور
وتنحر الكوم الأمون
لا تستقر على المهاد
لنا ضلوع لو جفون
وهدونا فوق الجياد يرى
وان قلق الوضين
ان الكرام إلى ظهور
الخيل تدفعها البطون
ونجابة النجباء اسرع
ما يشب بها الجنين
وإذا رأيت الحي تقصده
الركائب والظمون
وتجاهك البيت الرحيب
فناؤه السهل الحصين
متشرع الجنبات طال
عموده الصلب الرزين
ولديه اغلمة تهش
لقاصديه وتستكين
وبجانبيه صواهل
وهواجل حمر وجون
ووراءه شوس تصول
وللذمار به تصون
وبصدره الصامي عمادي
هجان لا هجين
فانزل على حكم الوفاء
فأنت مكلو أمين
واحكم بما تختار في
أمواله وأنا الضمين
فجدوا به في أن تكون
مكانه كافه ونون
وحمية الأكراد تأبى
أن يكون بهم ضنين
قومي أولئك والقرين
لقومه نعم القرين
وعشيرتي والأقربون
ومن يعيل ومن يعين
والأسرة الموفون
ما منهم يمينا من يمين
فلئن ترحل عنهم جدى
فقد ساءت ظنون
ولطالما أبصرت من
عبثت بيسراه اليمين
ولقبلنا المأمون
دافع عن تخلفه الأمين
وسمعت بالأخوين كيف
تحكم الدهر الخؤون
حتى أباد أخ أخاه
وفيهما حلم رصين
والمرء منا في تأسيه
بيوسف يستعين
ولنا بقابيل وقتل أخيه
مظلوما يقين
وقرأت من صحف الحوادث
ما تشيب له القرون
وعلمت ان الدهر قاس
العريكة لا يلين
وبنوه لا تصفو وفي
تكوينهم ماء وطين
افنعتب الأيام فيما بيننا
ان عاث بين
ويود لو هدأ السليم
بها ولو هجع الحزين
ولنا بكل اسوة
وبكلنا الداء الدفين
ولكل ذي جفن قذى
ولكل ذي قلب شجون
وعلى ذوي القربى لنا
تقضى بمظلمة ديون
كلا واني بالوفاء
وبالوداد لهم قمين
والحلم يصحبك الخدين
وان نأى عنك الخدين
قسمًا بمزجي العيس مطلبه
المشاعر والحجون
تطفو على آل الهجير
ضحى كما تطفو السفين
ولقد تملكها النحول
سرى واخفاها الحنين
فكأنما البيداء وهي
بها تبين ولا تبين
طرس به اسطر يلوح
وكل حرف منه نون
لو لم يكن سكنى بشهباء
العواصم والسكون
وسمو جوشنها على
روض جناه الياسمين
فكأنها ورياضها مخضرة
فيها الغصون
وجه بدا خط العذار
به وجوشنها جبين
وقويقها العذب المعين
وحسبك العذب المعين
ينساب مثل الأيم
الا انه أيم لجين
وخلاص قلبي من يدي
آرامها ما لا يكون
والطرف من جور الزمان
عدا احبتنا سخين
وافيت قومي والجزيرة
لا تماثلها الحصون
وقطنت ارضهم وعند
جوارهم يرعى القطين
ونضوت بالنعمى لباس
البؤس والنعمى تزين
فشدائد الدنيا وطيب
رخائها حين وحين
0 تعليقات