لاحت قصورُ الخَيالِ
تَعلو متونَ الغَمام
يا أختَ روحي تعالي
أطلتِ فيها المُقام
يا اختَ روحي اسمعيني
من أوج تلك السماء
قد كاد يقضي يقيني
هلا أجبتِ النِداء
أراكِ لا تعرِفيني
أزالَ عني البَهاء
أجل تغير كُنهي
مُذ جِئتُ أرضُ الشَقاء
بُدِّلتُ فيها جَلالي
بحُلَّةٍ من عِظام
يا أختَ روخي تَعالي
قد أضجَرَتني الأنام
أرنو بليلٍ كئِيبٍ
وطرفُ جسمي كليل
أُصغي تُرى من مُجيبِ
أو من خَيالٍ جَميل
يلوحُ رجعُ سَناهُ
في طَيّ غَيمٍ ثَقِيل
وكيف والجوُّ قفرٌ
يحارُ فيه الدلِيل
يا ويحَ هذي الليالي
أضحت لطَرفي لِثام
يا أختَ روحي تعالي
فالناس صَرعى نِيام
الناسُ من هم جُسومٌ
ضاعت بهنَّ النفوس
إن يرقُدوا فنعيمٌ
رُقادهم في البُؤوس
واحسرتا أنا منهم
ما دام جِسمي اللَّبوس
ناموا ونَفسيَ يَقظى
تَهذي بذِكر الشُّموس
تَرجو انتهاءَ اعتقالي
لكي تَقُضَّ الخِيام
يا أختَ روحي تعالي
تُلقي اليكِ الخِطام
كانت لها الشُّهبُ عَرشا
وكنتما في اقتراب
فأهبِطت فهي تَخشى
وتنزوي في الحِجاب
تظَلُّ غَرثى وعَطشى
لِقُوتِها والشَّراب
تَقتاتُ بالصَّومِ حينًا
وترتوي بالسَّراب
عافت ثُدِيَّ المُحالِ
يَنِزُّ منها الأوام
يا أختَ روحي تعالي
قد حان عهدُ الفِطام
يا أختَ روحي الحَزينة
إلى متى ذا الصُّدود
أو أنتِ مثلي سجينة
قد أثقَلَتكِ القُيود
مرِضتِ في الأرضِ يأسًا
ولا صديقٌ يعود
يا أختَ روحيَ صبرًا
فالمُلتقى في الخُلود
لاحت قصورُ الخَيالِ
كوَمضةٍ في الظَّلام
أكلُّهنَّ خَوالي
ما مَن يرُدُّ السَّلام
0 تعليقات