أرحنا بذات الطلح عيسا طلائحا لـ ابن الجزري

أرحنا بذات الطلح عيسًا طلائحا
ورحنا نراعي للديار روائحا

نجد السرى ليلا وزهر نجومه
يلوح لنا قبل الصباح مصابحا

وتزعجنا برق ببرقة تهم
يجر دمن جفن الظلام صفائحا

وما راعنا الاطلول معاهد
عهدنا بها سرب الأوانس سارحا

محار سمها طول البلى وتتابعت
بأعقابها هوج الرياح روائحا

كأن لم يكن عيس بها مر حاليًا
وطائر انس سانح عاد بارحا

عقلت بها طرفي وطرفي مطلق
أأحبس جارٍ عن مداه وجانحا

على الرغم مني ان اخاطب ملعبًا
يجاوبني صوت الصدافيه صائحا

واصحب فيه ناعيًا ابن داية
وافقد منه بالأراكة صادحا

وتألفه فتح وعصم كأنما
جوارحها تنتاش منا الجوارحا

وتهجع فيه اعين العين ليلها
وكم خشيت جارًا لديه وجارحا

ويجتالاه صوب من المزن ساريا
واسقيه دمعًا من جفوني سائحا

إذا ما طفت غدرانها وتبادرت
رأيت بها انسان عيني سابحا

وما الدهر إلا ذو انقلاب وريبة
له محن تغتال ما كان مانحا

اما ومُلقيها شقا بعد نعمة
ووجهًا نضى ثوب البشاشة كالحا

ليبدر نجم الدين في افق علمه
سنًا وسناء يبهر الشمس لائحا

ويصحبه المجد الممنع جانبًا
ويمسي لديه صاحبًا ومصابحا

وتصبو له اعواد منبره جوى
وتحني عليه اضلعًا وجوانحا

إذا فاه فيها اسمع الصم وعظه
واجزع جالٍ للغواية جانحا

وألكن أرباب الفصاحة لفظه
وقرح افهامًا لهم وقرائحا

فوالله ما ادرى أأهدى لنا الصبا
شذا روضةٍ ام نشر دارين فائحا

لك الخير لا أحصى معانيك كلها
ولكنني للبعض امسيت شارحا

فإن أنكر الحساد منها محامدًا
وأكبرت الأضداد فيها المدائحا

فقد خص بالأعداء قبلك يوسف
وآذى ثمود قبل ذلك صالحا

وانا بدهر جاهل فضلاءه
يرى حسنًا من جاهليه القبائحا

تسمى نبيها أم دفرا الحجا
مشوما ومن حاز الجهالة فالحا

بتميزها في النحو تنصب ناقصا
وأقساطها في الوزن تخفض راجحا

لها راحة تولى العنا بغنائها
فمن كان منها خاسرًا كان رابحا

فدم وابق تعلو أن ينالك حاسد
ولا تتحاشى صفحة البدر نابحا

تنكس هامات العوالي مصادرا
وتلمس راحات المعالي مصافحا

وترهب بالكتب الكتايب في الوغى
وتسلب بالحزم الكمي المكافحا

ولا زلت تثني النائبات وتثني
صروف الليالي عن ذراك نوازحا

فما تخذل الأيام من كنت ناصرًا
ولا تضلل الأوهام من ظلت ناصحا

إرسال تعليق

0 تعليقات