نَامَتْ عُيُونِي وَمَا أَسْدَلْتُ أجفانا
ففي الهوى أَلَمٌ لو كان فَتَّانا
نَامت هنَا فَدَنَا قَبْلَ الغُرُوبِ أَنَا
حَتّى جَنَى فَهَوَى صِدْقًا وإيمَانا
يا لَوْعَتِي وَدَمِي يَغْلِي وَحَشْرَجَتِي
يَرْنُو لَهَا عَدَمِي حُبِّا وإِدْمَانا!
مَا لِلْحَيَارَى جُنُون الحُبّ يَصْرَعُهُمْ
يا وَيْحَهُمْ وأنا منهم.. فَسُبْحَانا!!..
سبحان من خلق النَّشوى وَزَيَّنَها
بالنُّور والنَّوْرِ ... ذاك اللّه مولانا
قولُوا لَهَا: عَجَبًا حُبّْي بَكَى أَسَفًا
حتىَّ جَرَى حِمَمًا دَمْعِي وَمَا صَانَا
لَوْ قُلْتُهَا سَلَفًا إنّْي أُحِبُّك هَلْ
يَبنِي لَنَا أَمَلًا حُبّْي وَأَزْمَانَا؟!
إنّْي أحبّك والأشْوَاقُ تُرْىِقُنِي
مَتىَ يُرِيحُ دَوَاءُ الحُبّْ مَنْ عَانَى؟
إنّْي أحبّك هلْ تَدْرينَ عَاصِفَتِي؟
فالحبُّ يَنْفُخُها فِي الصَّدْرِ نِيرَانا!
يا ربّ إنّي أريد الوَصْل فانقطعت
حبائل الودّ إنّ القلب قد رَانا
أطلقت نَحْلَ هَيَامي في حدائقها
فقال مَوْتَى غيابي: أَحْيِنَا الآنا
ما حيلتي وأنا من شهدها ثمل
مُذْ أن رَشَفْتُ من النّْسْيَان إنْسَانا
قَامَتْ تُجَادِلُنِي فِي الحُبّ ذَاكِرَتِي
تَبِّا لِذَاكِرَتِي أَشْقتْ رَعَايَانَا
عَلى رَصِيفِ الكَرَى قَدْ زَارَنِي نَفَسِي
كأنّه البَعْثُ من رَمْسِ الهَوَى حَانا
أحْبَبْتُهَا وطبول القلب تأمرني
أذعْ فضائلها سِرّا وإعلانا
أحببتها وإذا بالبُعد ينهرني
حتَّى اشترى أَلَمي روحًا وريحانا
أحببتها فَلأنّْي قد وجدتُ غدًا
كاليوم كالأمس يا عشّاق ذكرانا
لو تسألون فؤادي ما الهوى؟ لشدا
كالسّْحر ينْسج في الوجدان ألحانا
كالماء يُنْبِت نارَ العشق فانطلقت
هَوْلًا من الضّحك المرجوم أبكانا
فَالحُبُّ لَيْسَ لَهُ وَصْفٌ يُحدّْده
لاَ لاَ وَلَيْسَ لَهُ مَكْرٌ وَلَوْ خَانَا
من يَحْلب الحبّ من ثَدْي الزّمان يَمُت
موت الغريب فقلْ للحيّ شتّانا!
أحببتها ورياح الحِقد ما هَدأت!!!
فَمَا عَرَفْت لِهَذَا الحُبّْ مِيزَانا
ما بالها طرقتْ حُبّْي وما فتحتْ
وما رمت خطأً للتّيهِ آذانا
أم إنّها عشقتْ غَيرِي فما الْتَفَتَتْ
نَحْوي وقدْ رَفَسَتْ بالجَهْل قَتْلاَنا
بَحْري يصبّ على حوض الرُّؤَى وَجَعا
والرُّوح من قلقِي يَجْتَرُّ أحْزانا
يا هَجْر مَالي أرى سِرَّ الهَجِير ىنا
جَهْرا فهل ىَلك الإفصاحُ كِتْمَ انا؟
تلك التي قَتَلتْ بِالبُعْدِ أُمْنِيَتِي
فهل عسى يجمع الاِسمين قلبانا؟
تلك الّتي زُهِقت روحي بنظرتها
... لكنّها تُكْسب الأنفاسَ عنوانا
رسمْتُها وظلامُ اللّيل يسألني
عن ذي الغرام وبات اللّيل حيرانا
هذا نَسيج سُكارى في مودّتهم
فالحبّ والشّعر أحلى اليوم ما كانا
كتبتها بِدَمِي وَالقَلْبُ صَدَّقَنِي
والنّاس حَوْلي تَرَى سُكْرًا وَسَكْرَانا
قالوا: غرابكَ يا مشؤومُ فانفجرت
من اليَرَاع حُروف الوجد أوزانا
لو يعلمون لهيب الحُبّ ما شَتَمُوا
فالحبّ يجمعنا شيبًا وشُبَّانا
لا يعرف الحبّ إلاّ من جَرَتْ غَضبًا
تلك العيون به حِقْدا و بُهتانا
لا يعرف الحبّ إلاّ من بكى ألمًا
من شدّة الحبّ لولا الوَصْل ما لاَنَا
فالحاءُ حُبْلَى بِبَاءِ الهاء لَوْ صَدقت
والجِيم يأْخذ شكل الحَاء أحيانا
هي الحياة ولا يدري حقيقتها
إلاّ المُصَاب ومن في أرضها هَانا
إلاّ الّذي سكنت نَفْسُ اللّئيم به
وكان عند خيار النّاس شيطانا
إلاّ الّذي عَصَفَتْ بعض الظنون به
ولم يجدْ أبدًا عَوْنًا وإخوانا
إلاّ الّذي شُنِقَتْ بالحُبّ سيرته
وذاق من غُصَصِ الأيّام ألوانا
إلاّ الّذي خُتِمَتْ بالشّرّ غايته
فالحبُّ مثل غياب العقل إن شانا
0 تعليقات