يا قَبر فَاِهنَأ بِالَّتي أَحرَزَتها
هي درة في الدَرج لاحَت تَسطَع
قَد خانَها الدَهرُ المُلَم فَأَصبَحَت
لِكُؤس أَسقام الضَنا تَتَجَرَّع
ذاقَت مَريرَ السَقمِ مِن عَهدِ الصِبا
حَتّى قَضَت أَيّامَها تَتَوَجَّع
رَحَلَت وَقَد أَفنى النَزيفُ دِماءَها
وَالقَلبُ في حَسَراتِهِ يَتَصَدَّع
كَم مِن طَبيب لَم يَكل وَطالَما
داوى وَلكِن داؤُها يَتَفَوَّع
كَم لَيلَة باتَت تُساهِر نَجمُهُ
وَتَئِن مِمّا قَد حَوَتهُ الاِضلُع
حَتّى أَتى أَمر الاله لَها اِدخُلي
لَحدا وَأَمرُ اللَهَ لا يَستَرجِع
يا رَب فَاِجعَل جَنَّة المَأوى لَها
دارا يَطيبُ نَعيمُها تَتَمَتَّع
وَاِسكُب عَلى حَصبائِها سَحب الرِضا
فَضلا وَاِن تَكُ قَد سَقَّها الاِدمُع
يَهنا لاِربابَ النَعيم نَعيمُهُم
طوبى لِمَن مِن نَهرِهِم يَتَضَلَّع
يا مَنهل التَشتيت حَسبُكَ ما جَرى
فَعُيونُنا قَد أَقسَمتُ لا تَهجَع
ما بالُ هذا الدَهر يَفجَأ بِالاِسى
أَلبابُنا وَلَكُم بِحُزنِ يَفجَع
ذَهب الاحبة وَاِستَقَلَّ رِكابُهم
يا لَيتَ روحى وَدعت اِذ وَدَعوا
يا لَيتَهُم طَلَبوا الفِداءَ فَهذِهِ
روحى وَلكِن لَيتَ لَيسَت تَنفَعُ
وارادة المَولى تَعالى شَأنَهُ
حَتَمَت لَنا هذا فَماذا نَصنَعُ
0 تعليقات