يامَن أَتى لِلقَبرِ يَقرَأ طَرسَه
مَهلا فَلَيسَ كِتابُهُ بِمِداد
وَأَعد لَهُ نَظرا فان حُروفَهُ
كَتَبَت بِذوب العَينِ وَالاِكبادِ
ما خَضَبَت كَفا وَلكِن حُروفُهُ
قَد خَضَبوا راحاتِهِم بِسَواد
ما زَيَّنوا بِمَلابِسَ مَنقوشَة
أَبَدا وَلكِن زَيَّنوا بِحداد
تَبّا لِدَهر خانَها وَاِغتالَها
مِن خُدرِها كَفَريَة الآساد
وَفَريدَة لَم تَدرِ قيمَتُها الوَرى
قَد باعَها الغَواص بَيعَ كَساد
نَظمت بِعِقد المَوت وَهُوَ مُفصَل
بِجَواهِر في نُظُمُهُنَّ جِياد
وَجَدتُ وَأَعدَمها الزَمانُ حَياتِها
ما أَقرَبُ الاِعدام لِلاِيجاد
وَاِخلَولَقَت يَبدو لَنا اِصلاحَها
عَلَنا فَعاجَلَها الرَدى بِفَساد
جاءَ الطَبيبُ يَجِس نَبضَ ذِراعَها
فَرَأى التَأَثُّرَ لَيسَ كَالمُعادِ
فَتَنَفَّسَ الصُعَداءُ مَرّاتٍ وَقَد
أَعيا وَقالَ اليَومَ ضَلَّ رَشادي
فَتَهدت جَزعا وَقالَت سيدي
أَأَموتُ قَبلَ التُربِ وَالاِنداد
وَأَسيرُ مِن دون الاِنام وَكَم أَرى
لِلدَّهرِ قَبلَ المَوتِ مِن رُواد
أَواهُ مِن فعل الزَمانِ وَمكره
مَكر الزَمان يَزَل بِالاِطواد
بَلغ العدو مَع الحَسود مُرادَهُ
وَاِحسَرتا اِذ لَم أَفُز بِمُرادي
فَبَقيت بَعدَ حَياتِها تَنتابَني
نَوب الرَدى حَتى لَزَمتَ وُسادى
أَحَبيبَتي كَيفَ الرِضا بتشتت
قَد ضَرَّ بِالاِخوان وَالاولاد
وَمَتى يَكون وَالتي ما عِشت لا
أَرضاهُ لِلغُرَباء وَالآحاد
يا قَبرُ مَهلا ما قَد حَظيت بِدُرَّة
جَلت عَن الاِمثالِ وَالاِنداد
أَنا بي اِلى ما قَد ضَمَمت تَشوق
يا لَيتَني أَسعدَت بِالتَرداد
كَنزُ اللآلىء كَيفَ يَحتُم دَرجه
يا لَيتَها شَلت يَدُ اللِحاد
0 تعليقات