كَالخَطِّ في كُتُبِ الغُلامِ أَجادَه
بِمدادِهِ وَأَسَدَّ مِن أَقلامِهِ
قَلَمٌ كَخَرطومِ الحَمامَةِ مائِلٌ
مُستَحفِظٌ لِلعِلمِ مِن عَلّامِهِ
يَسِمُ الحُروفَ إِذا يَشاءُ بِناءَها
لِبَيانِها بِالنَقطِ مِن أَرسامِهِ
مِن صوفَةٍ نَفث المِدادِ سُخامَه
حَتّى تَغَيَّرَ لَونُها بِسُخامِهِ
يَخفى فَيُقصَمُ مِن شَعيرَة أَنفُهُ
كَقُلامَةِ الأَظفورِ مِن قَلّامِهِ
وَبِأَنفِهِ شِقُّ تَلاءَمَ فَاِستَوى
سُقي المِدادَ فَزادَ في تَلامِهِ
مُستَعجِمٌ وَهوَ الفَصيحُ بِكُلِّ ما
نَطق اللِسانُ بِه عَلى اِستِعجامِهِ
وَلَهُ تَراجِمَةٌ بِأَلسِنَةٍ لَهُم
تِبيانُ ما يَتلونَ من تَرجامِه
ما خطَّ من شَيءٍ بِهِ كتّابه
ما إِن يَبوحُ بِهِ عَلى اِستِكتامِهِ
وَهِجاؤُهُ قاف وَلام بَعدَها
ميم مُعَلَّقَةٌ بِأَسفَلِ لامِه
قالَت لِجارَتِها الغَزّيلُ إذ رَأَت
وَجهَ المُقَنَّع مِن وَراءِ لِثامِهِ
قَد كانَ أَبيضَ فَاِعتَراهُ أُدمَةٌ
فَالعَينُ تُنكِرُهُ مِن أِدهيمامِهِ
كَم من بويزل عامِها مهرِيَّةٍ
سُرُحُ اليَدَينِ وَمن بويزل عامه
وَهَبَ الوَليدُ بِرَحلِها وَزِمامِها
وَكَذاكَ ذاكَ بِرَحلِهِ وَزِمامِهِ
0 تعليقات