ما لكثيب الحمى إلى عقده لـ أبي تمام

ما لِكَثيبِ الحِمى إِلى عَقِدِه
ما بالُ جَرعائِهِ إِلى جَرَدِه

ما خَطبُهُ ما دَهاهُ ما غالَهُ
ما نالَهُ في الحِسانِ مِن خُرُدِه

السالِباتِ اِمرَءًا عَزيمَتَهُ
بِالسِحرِ وَالنافِثاتِ في عُقَدِه

لَبِسنَ ظِلَّينِ ظِلَّ أَمنٍ مِنَ الدَه
رِ وَظِلًّا مِن لَهوِهِ وَدَدِه

فَهُنَّ يُخبِرنَ عَن بُلَهنِيَّةِ العَيشِ
وَيَسأَلنَ مِنهُ عَن جَحَدِه

وَرُبَّ أَلمى مِنهُنَّ أَشنَبَ قَد
رَشَفتُ مالا يَذوبُ مِن بَرَدِه

قَلتًا مِنَ الريقِ ناقِعَ الذَوبِ
إِلّا أَنَّ بَردَ الأَكبادِ في جَمَدِه

كَالخوطِ في القَدِّ وَالغَزالَةِ في البَه
جَةِ وَاِبنِ الغَزالِ في غَيَدِه

وَما حَكاهُ وَلا نَعيمَ لَهُ
في جيدِهِ بَل حَكاهُ في جَيَدِه

فَالرَبعُ قَد عَزَّني عَلى جَلَدي
ما مَحَّ مِن سَهلِهِ وَمِن جَلَدِه

لَم يُبقِ شَرُّ الفِراقِ مِنهُ سِوى
شَرَّيهِ مِن نُؤيِهِ وَمِن وَتِدِه

سَأَخرُقُ الخَرقَ بِاِبنِ خَرقاءَ كَال
هَيقِ إِذا ما اِستَحَمَّ في نَجَدِه

مُقابَلٍ في الجِديلِ صُلبَ القَرا
لوحِكَ مِن عَجبِهِ إِلى كَتَدِه

تامِكِهِ نَهدِهِ مُداخَلِهِ
مَلمومِهِ مُحزَئِلِّهِ أَجُدِه

إِلى المُفَدّى أَبي يَزيدَ الَّذي
يَضِلُّ غَمرُ المُلوكِ في ثَمَدِه

ظِلُّ عُفاةٍ يُحِبُّ زائِرَهُ
حُبَّ الكَبيرِ الصَغيرَ مِن وَلَدِه

إِذا أَناخوا بِبابِهِ أَخَذوا
حُكمَيهِمُ مِن لِسانِهِ وَيَدِه

مِن كُلِّ لَهفانَ زِدتَ في أَوَدِ ال
أَموالِ حَتّى أَقَمتَ مِن أَوَدِه

مُستَمطَرٌ حَلَّ مِن بَني مَطَرٍ
بِحَيثُ حَلَّ الطِرافُ مِن عَمَدِه

قَومٌ غَدا طارِفُ المَديحِ لَهُم
وَوَسمُهُم لائِحٌ عَلى تُلُدِه

فَهُم يَميسونَ البَختَرِيَّةَ في
بُرودِهِ وَالأَنامُ في بُرَدِه

لا يَندُبونَ القَتيلَ أَو يَأتِيَ الحَو
لُ لَهُم كامِلًا عَلى قَوَدِه

إِناءُ مَجدٍ مَلآنُ بورِكَ في
صَريحِهِ لِلعُلى وَفي زَبَدِه

وَهَضبِ عِزٍّ تَجري السَماحَةُ في
حَدورِهِ وَالإِباءُ في صُعُدِه

يَزيدُ وَالمَزيدانِ في الحَربِ وَال
زائِدَتانِ الطَودانِ مِن مُصُدِه

نِعمَ لِواءُ الخَميسِ أُبتَ بِهِ يَو
مَ خَميسٍ عالي الضُحى أَفِدِه

خِلتَ عُقابًا بَيضاءَ في حُجُراتِ ال
مُلكِ طارَت مِنهُ وَفي سُدَدِه

فَشاغَبَ الجَوَّ وَهوَ مَسكَنُهُ
وَقاتَلَ الريحَ وَهيَ مِن مَدَدِه

وَمَرَّ تَهفو ذُؤابَتاهُ عَلى
أَسمَرَ مَتنًا يَومَ الوَغى جَسَدِه

مارِنِهِ لَدنِهِ مُثَقَّفِهِ
عَرّاصِهِ في الأَكُفِّ مُطَّرِدَه

تَخفِقُ أَفياؤُهُ عَلى مَلِكٍ
يَرى طِرادَ الأَبطالِ مِن طَرَدِه

نالَ بِعاري القَنا وَلابِسِهِ
مَجدًا تَبيتُ الجَوزاءُ عَن أَمدِه

يَعلَمُ أَن لَيسَ لِلعُلى لَقَمٌ
قَصدٌ لِمَن لَم يَطَأ عَلى قِصَدِه

يا فَرحَةَ الثَغرِ بِالخَليفَةِ مِن
يَزيدِهِ المُرتَضى وَمِن أَسَدِه

تُضرَمُ ناراهُ قِرىً وَوَغىً
مِن حَدِّ أَسيافِهِ وَمِن زُنُدِه

مُمتَلِئُ الصَدرِ وَالجَوانِحِ مِن
رَحمَةِ مَملوئِهِنَّ مِن حَسَدِه

يَأخُذُ مِن راحَةٍ لِشُغلٍ وَيَس
تَبقي لِيُبسِ الزَمانِ مِن ثَأَدِه

فَهوَ لَوِ اِستَطاعَ عِندَ أَسعُدِهِ
لَحَزَّ عُضوًا مِن يَومِهِ لِغَدِه

إِذ مِنهُمُ مَن يَعُدُّ ساعَتَهُ الطَ
لقَ عَتادًا لَهُ عَلى أَبَدِه

أَلوى كَثيرَ الأَسى عَلى سُؤدَدِ ال
عَيشِ قَليلَ الأَسى عَلى رَغَدِه

قَريحَةُ العَقلِ مِن مَعاقِلِهِ
وَالصَبرُ في النائِباتِ مِن عُدَدِه

يا مُضغِنًا خالِدًا لَكَ الثُكلُ إِن
خَلَّدَ حِقدًا عَلَيكَ في خَلَدِه

إِلَيكَ عَن سَيلِ عارِضٍ خَضِلِ الشُ
ؤُبوبِ يَأتي الحِمامُ مِن نَضَدِه

مُسِفِّهِ ثَرِّهِ مُسَحسِحِهِ
وابِلِهِ مُستَهِلِّهِ بَرِدِه

وَهَل يُساميكَ في العُلى مَلِكٌ
صَدرُكَ أَولى بِالرُحبِ مِن بَلَدِه

أَخلاقُكَ الغُرُّ دونَ رَهطِكَ أَث
رى مِنهُ في رَهطِهِ وَفي عَدَدِه

كَأَنَّما مُبرَمُ القَضاءِ بِهِ
مِن رُسلِهِ وَالمَنونُ مِن رَصَدِه

أُرِّثَ مِن خالِدٍ بِمُنصَلِتِ ال
إِقدامِ يَومَ الهِياجِ مُنجَرِدِه

كَالبَدرِ حُسنًا وَقَد يُعاوِدُهُ
عُبوسُ لَيثِ العَرينِ في عَبَدِه

كَالسَيفِ يُعطيكَ مِلءَ عَينَيكَ مِن
فِرِندِهِ تارَةً وَمِن رُبَدِه

تَاللَهِ أَنسى دِفاعَهُ الزورَ مِن
عَوراءِ ذي نَيرَبٍ وَمِن فَنَدِه

وَلا تَناسى أَحياءُ ذي يَمَنٍ
ما كانَ مِن نَصرِهِ وَمِن حَشَدِه

جِلَّةُ أَنمارِهِ وَهَمدانِهِ وَالشُ
مُّ مِن أَزدِهِ وَمِن أُدَدِه

آثَرَني إِذ جَعَلتُهُ سَنَدًا
كُلُّ اِمرِئٍ لاجِئٌ إِلى سَنَدِه

في غُلَّةٍ أَوقَدَت عَلى كَبِدِ ال
سائِلِ نارًا تُعيِي عَلى كَبِدِه

إيثارَ شَزرِ القُوى يَرى جَسَدَ ال
مَعروفِ أَولى بِالطِبِّ مِن جَسَدِه

وَجِئتُهُ زائِرًا فَجاوَزَ بِيَ ال
أَخلاقَ مِن مالِهِ إِلى جُدُدِه

فَرُحتُ مِن عِندِهِ وَلي رِفدٌ
يَنالُها المُعتَفونَ مِن رِفَدِه

وَهَل يَرى العُسرَ عِذرَةً رَجَلٌ
خالِدٌ المَزيَدِيُّ مِن عُدَدِه

إرسال تعليق

0 تعليقات