غير جفاء الحسان يحتمل
وفي سوى الهجر يحسن الأمل
فخل ما القلب فيه مضطرب
لبعده والمزاج منفعل
وعد عن نظرة رميت بها
فغير جرح اللحاظ يندمل
سمعت بالوصل ثم همت به
اكل صب قبل الهوى غفل
دنوت من منهل على ظمأ
ودونه البيض دونه الاسل
فمن زلال الوصال خذ بدلا
فما لمثلي إذا قضى بدل
هم الظباء الذين ان بعدوا
قتلت شوقا وان دنوا قتلوا
السالبون البقاء ان رحموا
السافكون الدماء ان عدلوا
لا هون لا يستخفهم حزن
عليك يستحسنون ما فعلوا
ولا لقتلى لحاظهم عدد
ولا لاطراف بيضها فلل
هم احرمونا الخدود نلثهما
وكل وقت يمسها الخجل
وحرموا العطف قسوة وهم
الغصون والغصن شأنه الميل
اولو الثنايا البرود سلسلها
والمقل المنتمى لها النجل
من فرق السحر فيهم اجتمعت
اسماء منها الرضاب والكحل
من جعلوا الورد يستظل به
الطلع واعلاه نرجس خضل
هي الاماني المبيد موردها
ورب ورد من دونه الاجل
ولي فؤاد اطاع ناظره
كلاهما بالمشيب مشتعل
فالطرف يما عناه مهمر
وذا بما يعنيه مشتغل
وذبت عشقا لم أدر ام سقما
بل في الذي اعظي له سبل
فكل عضو اذا وضعت يدي
بصدها من صبابتي شعل
أودّ آها وليس تنفعني
وكتبها فوق علتي علل
انا الذي في الانام حيره
الحب فما الاهتداء ما الحيل
لا الرشد عندي ولا الفؤاد
ولا العقل ولا الصبر لي ولا الحول
فمن لطرفي ومن لقلبي في
الحب وذا هائم وذا ثمل
خلقت صبا كأنما خلقت
له العيون الفواتك النجل
تودع احشاه من كنائنها
ودائعا ما اهتدى لها ثعل
كمكرمات الاستاذ تودعه
الجود ولا يهتدي لها البخل
الحرم المطمئن طائفه
ومن ستسعى لركنه الدول
حاول من قبله العلا امم
والشعر قبلي وطالما عجلوا
فجاء كل منا وجاوزهم
والعجر مسبوقة وهم اول
لمن قواف مثلي مسيرة
إلى الذي فيه يضرب المثل
إلى الذي ينسج القريض له
فيحسن المدح فيه والغزل
إلى الذي انقادت العلوم له
وكم اناس بفضله فضلوا
إلى مقيل الكرام ان عثروا
إلى مجيب العفاة ان سألوا
منير افق العلا بطلعته
نجم ولكن على العدا زحل
كمله العلم ثم هذبه
الحلم فسيان القول والعمل
اطلعه الفضل شمس معرفة
تكل عن درك ضوئها المقل
مدحته والفؤاد منصدع
وبي من الدهر حادث جلل
والطبع قد جف حيث لا نهل
من فيض دمعي وحيث لا علل
والطبع راض مع طول فقدها
وطول جهدي لو يسعف الامل
فما انتفاعي بالشعر احسنه
كأنه الورد والندى جعل
ولي حظوظ في همتي قصر
من مقتضاها وفي يدي شلل
احاول الامر وهي تحجبه
كأنما حال دوننا جبل
ومن عنائي هوى تكنفني
في طرفيه النحول والخبل
ومن شقائي سكناي في بلد
ينبت نبتا في ارضها الدغل
اضاعني الاهل والصديق بها
ولم يضعني الحرمان والملل
صحبت قوما وما صحبت سوى
ثياب عجب من تحتها عضل
ودادهم في الشفاه ان ضحكوا
وبغضهم في اللهاة انس علوا
ينتشر الحقد في محاجرهم
كأنهم بالضغائن اكتحلوا
فخل بحث الصديق قد طويت
صحائف الود وانتهى الجدل
فكل خل علقت صحبته
نصلت منه وكله خلل
اطيعه الدهر وهو يعتبني
كأنما طاعتي له زلل
يظن كتمي حديث فرقته
له اضطرار لامه الهبل
اما ولولا الهوى ومجهلة الصب
وة والناس كم بها جهلوا
لما على مثل صحبتي حصلوا
ولا بحبلي حبالهم وصلوا
ان يبغضوني فليس يبغضني
روض يراعي ولا الذكا الهطل
ولا العقود التي تقلدها
الدهر عليها الاحقاب تشتمل
اما ومن صاغ منطقي دررا
على اجل الاسماع تنهمل
والحكم السائرات من كلمي
اقلها ان تذكروا جمل
لكل نقل عني اساء به
اضيع عندي ممن له نقلوا
وكل شعر يلهيك رونقه
فهو لشعري الطراز والخلل
سلبت ملك القريض خرده
واخبر القوم بعدي الطلل
فكن حكيما فيما ترى حكما
لا يسبق السيف عندك العذل
انا الذي ان مشى مشى ملكا
وللقوافي من حوله زجل
انا الذي لا يطيل وحشته
الا جهول او باخل رذل
انا الذي لا تمل صحبته
ولا باسرار صحبه مذل
ولا مضيع لهم اذا حفظوا
ولا حفيظ لهم اذا ختلوا
مجرد من سوى قناعته
واكثر الناس همه الخول
انا الحسام الجراز حليته
اذا انتضاه السميدع البطل
وانت ذاك السميدع البطل
يا ذرب يا همام يا رجال
فلا تلمني اذا طرحتهم
فكل ما لا يفيد مبتذل
وما لامثالنا سواك فتى
عليه بعد الاله نتكل
اليك استاذنا قد انبعثت
اناة خطو يزجها الامل
تبثك الشوق عن فؤاد شح
اشفى ولكن في ضمنها الغلل
طبت فطابت والشعر جملته
كالتاس فيه الصواب والخطل
واحسن الشعر ما امتدحت به
مولى اقرت بفضله المال
فدم مكيد العدو ما بكر
الغراء مدت ساعاتها الاصل
وما حبتك الايام رونقها
وانت مستبشر بها جذل
0 تعليقات