إِستَقبِلا الرَكبَ في أَطلالِهِم وَقِفا
وَإِن أَمَحَّ بِلىً مَأثورُها وَعَفا
تَأبى المَنازِلُ أَن آبى الأَسى فَمَتى
أَبلَلتُ مِنهُ سُلُوًّا هِضنَني كَلَفا
يَستَشرِفُ الناسُ إِعوالي وَقَد جَزَعَت
أَحداجُهُم هَضَباتِ الجِزعِ مِن شَرَفا
وَفي الخُدورِ بُدورٌ قَلَّما طَلَعَت
إِلّا تَصَرَّمَ ضَوءُ البَدرِ أَو كُسِفا
مَقسومَةٌ بَينَ أَردافٍ مُبَتَّلَةٍ
تَدعو الهَوى وَخُصورٍ أُرهِفَت هَيَفا
قَد كُنتُ أَشكو تَمادي حُبِّها حَدَثًا
فَالآنَ أَطمَعُ في إِنصافِها نَصَفا
وَلي فُؤادٌ إِذا نَهنَهتُ صَبوَتَهُ
أَبى وَدَمعٌ إِذا كَفكَفتُهُ وَكَفا
أَكادُ مِن كَلَفٍ أُعطي الحَمامَ يَدًا
إِذا الحَمامُ عَلى أَغصانِهِ هَتَفا
ماباشَرَ النارَ مَشبوبًا تَضَرُّمُها
مَن لَم يُضِف تَحتَ أَحناءِ الحَشا كَلَفا
أَراجِعٌ مِن شَبابي قَيضُ مُبتَذَلٍ
أَنفَقتُهُ في لُباناتِ الهَوى سَرَفا
لِلَّهِ أَيّامُنا ما كانَ أَحسَنَها
لَو أَنَّ دَهرًا تَوَلّى ذاهِبًا وَقَفا
لا تَكذُبَنَّ فَما الدُنيا بِراجِعَةٍ
مافاتَ مِن لَذَّةِ الدُنيا وَما سَلَفا
لَولا الأَميرُ اِبنُ صَفوانٍ وَأَنعُمُهُ
ما لانَ ما لانَ مِن أَيّامِنا وَصَفا
غَمرٌ يَمُدُّ إِلى العَلياءِ مِنهُ يَدًا
تُعطيهِ عادَتُها المَمنوعَ وَالسَعَفا
إِن أَخلَفَ القَطرُ أَو أَكدَت مَخيلَتُهُ
كانَت يَداهُ لَنا مِن صَوبِهِ خَلَفا
ماضي الحُسامِ إِذا حَدَّ الحُسامِ نَبا
ثَبتُ الجَنانِ إِذا قَلبُ الجَبانِ هَفا
رَبُّ العَزائِمِ لَو رادى بِأَصغَرِها
ذَوائِبَ الهَضبِ مِن رَضوى لَقَد رَجَفا
سائِل سُلَيمًا بِهِ إِذ ماقَ جاهِلُها
حينًا فَأَدرَكَهُ مَكروهُ ما اِقتَرَفا
مِن حينِهِم أَن غَلَوا بَغيًا فَغادَرَهُم
فَرطُ الغُلُوِّ لِأَطرافِ القَنا هَدَفا
أَتَوكَ يُزجيهُمُ لِلحَينِ جاهِلِهُم
مُستَقدِمًا بِهِمُ لِلبَغيِ مُزدَلِفا
في كُلِّ يَومٍ صُدورُ السُمرِ مُشرَعَةً
تَمري نَجيعًا عَلى أَعجازِهِم نُطَفا
أَمطَرتَ أَرؤُسَهُم ضَربًا تَرَكتَ بِهِ
مَأثورَةَ السُمرِ مُنآدًا وَمُنقَصِفا
يَستَنزِلُ القَونَسَ المَحبوكَ مُنبَتِرًا
مِن وَقعِهِ وَيَخوضُ النَثرَةَ الزَعَفا
كَأَنَّ وَقعَ سُيوفِ الهِندِ سابِحَةٍ
في هامِهِم حَشُّ نارٍ تَحتَها سَعَفا
كَم مُقعِصٍ مِنهُمُ تَدمى تَرائِبُهُ
وَلا حِجٍ في وَثاقِ الأَسرِ قَد رَسَفا
أَولى لَهُم لَو بِغَيرِ الطاعَةِ اِعتَصَموا
لَاِستَمطَروا عارِضًا مِن سَطوَةٍ قَصَفا
أَبوكَ أَطفَأَ نارَ الحَربِ إِذ كَشَرَت
شَنعاءَ مَذروبَةً أَنيابُها غَضَفا
عَمَّ الجَزيرَةَ عَدلًا شائِعًا وَنَدىً
غَمرًا أَماطا ظَلامَ الظُلمِ فَاِنكَشَفا
فَأَصبَحَت بَعدَ أَن غاضَت بَشاشَتُها
بِعَدلِهِ وَنَداهُ رَوضَةً أُنُفا
لَم يَتَّرِك وَسَطًا مِنها عَلى وَجَلٍ
إِلّا عَلى الأَمنِ مُطوِيًّا وَلا طَرَفا
ياناصِرَ الدينِ كافا اللَهُ سَعيَكَ عَن
مَعاشِرٍ شارَفوا أَن يَنفَدوا تَلَفا
سَلَلتَ دونَ بَني الإِسلامِ سَيفَ وَغىً
أَبرا الجَوانِحَ مِن أَوغامِها وَشَفى
أَطفَأتَ نارَ العِدى عَنهُم وَقَد ذَكُوَت
وَذُدتَ نابَ الرَدى عَنهُم وَقَد صَرَفا
حَتّى إِذا ما الهُدى مالَت دَعائِمُهُ
وَاِستَرجَفَ العَدلُ مِن أَقطارِهِ فَهَفا
دَلَفتَ مُستَنصِرًا بِاللَهِ مُنتَصِرًا
لِلَّهِ غَيرانَ تَحمي دينَهُ أَنِفا
لَمّا تَراءاكَ في دَيجورِ قَسطَلِهِ
تُزجي مِنَ المَوتِ فيها عارِضًا قَصَفا
وَلّى وَخَيلُكَ تَحتَ اللَيلِ تَنشُدُهُ
مُستَعصِمًا بِحِبالِ الرومِ مُعتَسِفا
إِن يَنجُ مُنهَزِمًا رَكضًا فَقَد وَطِئَت
مِنهُ الرِماحُ صَليفَي كاهِلٍ وَقَفا
لَئِن أَقَمتَ قَناةَ الدينِ وَاِعتَدَلَت
فَما تَرى أَوَدًا فيها وَلا جَنَفا
فَلَم يَزَل مِنكُمُ حِصنٌ يُلاذُ بِهِ
إِذا عَجاجُ الرَدى في فِتيَةٍ عَصَفا
إِلَيكَ أَلقَت نِزارٌ ثِنيَ مِقوَدِها
طَوعًا فَأَصبَحَ مِنها الشَملُ مُؤتَلِفا
لَولا دِفاعُكَ كانَ المُلكُ مُهتَضِمًا
وَالشَعبُ مُنفَرِجًا وَالأَمرُ مُختَلِفا
لِلَّهِ أَنتَ رَحى هَيجاءَ مُشعَلَةٍ
إِذا القَنا مِن صُباباتِ الطُلى رَعَفا
لَمّا تَمادَت شَكاةُ الدينِ أَعجَزَهُ
إِلّا بِسَيفِكَ مِن تِلكَ الشَكاةِ شِفا
أَمّا العُفاةُ فَقَد أَلقَوا عَصِيَّهُمُ
حَيثُ العَطايا بِدارًا وَالنَدى سَرَفا
رَأَوكَ أَندى الوَرى كَفًّا وَأَمنَعَهُم
كَهفًا وَأَوطَأَهُم لِلمُعتَفي كَنَفا
ما كانَ مِنكَ الفِناءُ الرَحبُ إِذ نَزَلوا
ضَنكَ المَحَلِّ وَلا كانَ النَوالُ لَفا
إِذا الرِجالُ تَعاطَوا ذِكرَ مَكرُمَةٍ
غَمَرتَهُم سُؤدُدًا أَو طُلتَهُم شَرَفا
أَمسى بِكَ المُصرَمُ المَحرومُ مُغتَبِطًا
مُعدىً عَلى الدَهرِ وَالمَظلومِ مُنتَصِفا
بِطَولِكَ اِنحازَتِ الأَيّامُ راجِعَةً
عَن ساحَتي وَصُروفُ الدَهرِ مُنصَرَفا
حَسبي بِجودِكَ فَذًّا أَستَعينُ بِهِ
عَلى الخُطوبِ إِذا ما اِعصَوصَبَت وَكَفى
0 تعليقات